ـ[عبد الرحمن]ــــــــ[04 - 12 - 2008, 05:13 م]ـ
[الأخلاق والسير في مداوات النفوس]
لـ علي بن أحمد بن حزم الفقيه الأندلسي
كتاب رائع قرأته بعد توصية من أحد الأصحاب ..
سأحاول إجماله لكم بأروع ما قرأت فيه ..
قال في مقدمته تعريفاً للكتاب:
"فإني جمعت في كتابي هذا معاني كثيرة أفادنيها واهب التمييز تعالى بمرور الأيام وتعاقب الأحوال بما منحني عز وجل من التهمم بتصاريف الزمان، والإشراف على أحواله، حتى أنفقت في ذلك أكثر عمري، وآثرت تقييد ذلك بالمطالعة [له] والفكرة فيه على جميع اللذات التي تميل إليها أكثر النفوس، وعلى الازدياد من فضول المال.
وزممت كل ما سبرت من ذلك بهذا الكتاب لينفع الله به من يشاء من عباده."
ثم قال يقصد من يحصل على كتابه:
"وأهديتـ[ـه] إليه هنيئًا، فيكون ذلك أفضل له من كنوز المال وعقد الأملاك إذا تدبره ويسره الله تعالى لاستعماله."
ثم تكلّم تحت فصل في: مداواة النفوس وإصلاح الأخلاق [الذميمة] عن التقلل من الهم وأنه مطلب عظيم لايجده كل من طمح إليه:
"إلى أن الحقيقة إنما هي العمل للآخرة فقط لأن كل أمل ظفرت [به فعقباه] حزن إما بذهابه عنك وإما بذهابك عنه ولا بد من أحد هذين الشيئين إلا العمل لله عز وجل فعقباه على كل حال سرور في عاجل وآجل.
أما العاجل فقلة الهم بما يهتم به الناس وإنك به معظم من الصديق والعدو وأما في الآجل فالجنة.
تطلبت غرضاً يستوي الناس كلهم في استحسانه وفي طلبه فلم أجده إلا واحداً وهو طرد الهم فلما تدبرته علمت أن الناس كلهم لم يستووا في استحسانه فقط ولا في طلبه فقط ولكن رأيتهم على اختلاف أهوائهم ومطالبهم (ص:49) [وتباين هممهم] وإراداتهم لا يتحركون حركة أصلاً إلا فيما يرجون به طرد الهم ولا ينطقون بكلمة أصلاً إلا فيما يعانون به إزاحته عن أنفسهم فمن مخطيء وجه سبيله ومن مقارب للخطأ ومن مصيب وهو الأقل [من الناس في الأقل من أموره].
فطرد الهم مذهب قد اتفقت الأمم كلها مذ خلق الله تعالى العالم إلى أن يتناهى عالم الابتداء ويعاقبه عالم الحساب على أن لا يعتمدوا بسعيهم شيئاً سواه وكل غرض غيره .. "
ثم تكلّم عن فصل في العلم:
"لو لم يكن من فضل العلم إلا أن الجهال يهابونك ويجلونك وأن العلماء يحبونك ويكرمونك لكان ذلك سبباً إلى وجوب طلبه فكيف بسائر فضائله في الدنيا والآخرة! "
وذكر في نقص الجاهل:
"ولو لم يكن من نقص الجهل إلا أن صاحبه يحسد العلماء ويغبط نظراءه من الجهال لكان ذلك سبباً إلى وجوب الفرار عنه فكيف بسائر رذائله في الدنيا والآخرة!."
ثم قلبت صفحاته منتقياً لكم مجاوزاً لكم الـ70 صفحاً ليس من نقص فيها ولكن إنما هي اختصار مخلّ أعترف به ^_^ ..
قال في فصل في حطور مجالس العلم:
"إذا حضرت مجلس علم فلا يكن حضورك إلا حضور مستزيد علماً وأجراً لا حضور مستغن بما عندك طالباً عثرة تشيعها أو غريبة تشنعها فهذه أفعال الأرذال الذين لا يفلحون في العلم أبداً. فإذا حضرتها على هذه النية فقد حصلت خيراً على كل حال وإن لم تحضرها على هذه النية فجلوسك في منزلك أروح لبدنك وأكرم لخلقك وأسلم لدينك. فإذا حضرتها كما ذكرنا فالتزم أحد ثلاثة أوجه لا رابع لها وهي:
إما أن تسكت سكوت الجهال فتحصل على أجر النية في المشاهدة وعلى الثناء عليك بقلة الفضول وعلى كرم المجالسة ومودة من تجالس.
فإن لم تفعل ذلك فاسأل سؤال المتعلم فتحصل على هذه الأربع محاسن وعلى خامسة وهي استزادة العلم."
ثم أسهب في صفة سؤال طالب العلم ثم ذكر الوجه الثالث ..
"والوجه الثالث أن تراجع مراجعة العالم وصفة ذلك أن تعارض جوابه بما ينقضه نقضاً بيناً فإن لم يكن ذلك عندك ولم يكن عندك إلا تكرار قولك أو المعارضة بما لا يراه خصمك معارضة فأمسك فإنك لا تحصل بتكرار ذلك على أجر ولا على تعليم ولا على تعلم بل على الغيظ لك ولخصمك والعداوة التي ربما أدت إلى المضرات."
وحقاً كم نحن بحاجة إليها في هذا الزمن الذي قلّت فيه هيبة العلماء وأهل العلم ..
ثم .. << آسف .. شُغلت قليلاً
يتبع ..