ملتقي اهل اللغه (صفحة 11610)

مصطفى صادق الرافعي وإعجاز القرآن الكريم

ـ[رائد]ــــــــ[13 - 06 - 2010, 10:58 ص]ـ

مصطفى صادق الرافعي وإعجاز القرآن الكريم

http://international.daralhayat.com/files/imagecache/medium_thumb/files/rbimages/1276265910378940000.jpg

القاهرة - محمد عويس

(http://international.daralhayat.com/internationalarticle/151414)

يُعد كتاب «إعجاز القرآن والبلاغة النبوية» واحداً من أنفس ما قدم مصطفى صادق الرافعي للعربية، وكذلك أنفس ما كُتب عن إعجاز القرآن الكريم في العقود الأولى من القرن الهجري الماضي. بهذه الكلمات يستهل الدكتور مصطفى الشكعة كتابه «الرافعي وإعجاز القرآن الكريم» الصادر أخيراً عن المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في القاهرة، موضحاً ان كتاب «إعجاز القرآن والبلاغة النبوية» هو في حقيقة أمره الجزء الثاني من كتاب «تاريخ آداب العرب»، أو يشكل الحلقة الوسطى من سلسلة تاريخ آداب العرب، وأن الرافعي حين وضع منهجه انطلق من حقيقة أن اللغة العربية لغة جديرة بالعناية والقداسة لأنها لغة القرآن الكريم، وكان ذلك سبباً في انصراف المؤلف عن المنهج التقليدي الذي وضعه المستشرقون لدراسة الأدب العربي، ووضع منهجاً ابتكره، رآه أليق بدراسة الأدب العربي، فكان المنهج الذي وضعه موصول الأسباب بتاريخ اللغة ونشأتها وتفرعها وما يتصل بذلك، ثم تاريخ الرواية ومشاهير الرواة وما تفرع من ذلك في ميدان الشعر واللغة في تفصيل دقيق ومنهج موسع ودراسة شاملة. أما والشأن كذلك في ماهية اللغة العربية ثراء وعمقاً واتساعاً وصلة بالقرآن الكريم، فقد عمد الرافعي إلى أن يكون الجزء الثاني من كتابه دراسة للقرآن الكريم وإعجازه، وألحق به فصلاً عن البلاغة النبوية.

وحين صدر الكتاب، اُستقبل استقبالاً حاراً من صفوة الرجال والعلماء المسلمين بصورة أوفر وأعمق مما استقبل به الجزء الأول، ولكن فريقاً صغيراً من المنكرين، على قلّتهم، كانوا يتهامسون في ما بينهم بسوء، فزعاً من أن يضعف صفوفهم، ويُعيد إلى حظيرة الإيمان عدداً منهم، الأمر الذي دعا سعد زغلول باشا زعيم مصر وكبير ساستها في العصر الحديث إلى أن يكتب تقريظاً دافئاً للكتاب، ومن العلماء الأجلاء الذين بهرهم كتاب إعجاز القرآن فأصر على أن يكتب مقدمة له محمد رشيد رضا، استهلها بقول الله عز وجل: «قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى? أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَـ?ذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً» (الإسراء:88).

هذا ولم يقف الإعجاب بكتاب إعجاز القرآن عند المسلمين وحدهم، بل إن كثيراً من العلماء المسيحيين سطروا ذلك في كتبهم ومقالاتهم، وفي مصر يطلع الدكتور يعقوب صروف مُنشئ مجلة «المقتطف» على كتاب إعجاز القرآن فيقول: يجب على كل مسلم عنده نسخة من القرآن أن تكون عنده نسخة من هذا الكتاب. ومن العلماء الأدباء غير المسلمين الذين أشادوا بكتاب إعجاز القرآن الشيخ نصيف اليازجي والشاعر الكبير خليل مطران شاعر القطرين.

ومصطفى صادق الرافعي ابن الشيخ عبد الرازق بن سعيد بن أحمد بن عبدالقادر الرافعي، أحد أبناء الأسرة الرافعية الكريمة، التي تقاسمت الإقامة بين طرابلس الشام ومصر، شأنها في ذلك شأن كثير من الأسر العربية التي كانت تتفرق في أقطار الأمة الواحدة، حيث يعيش فرع منها في مصر وآخر في العراق، وثالث في المغرب وهكذا، والمشهور أن أول رافعي وفد إلى مصر من لبنان هو الشيخ محمد طاهر الرافعي، وكان ذلك عام 1343هـ/1827م، ثم تبعه بعد ذلك آخرون من أسرته، وكانوا جميعاً معروفين بالأدب والدين، وتنشئة صغارهم على الثقافة وحب التعلم، ومن ثم كان عدد غير قليل من «الرافعيين» المصريين يتولون أمر القضاء الشرعي، ما أدخل الفزع في قلب عميد الاستعمار البريطاني في مصر اللورد كرومر ومن هؤلاء كان الشيخ عبدالرازق بن سعيد والد الأديب الكبير مصطفى ومنهم عمه الشيخ عبداللطيف الرافعي الذي ولي الإفتاء في الإسكندرية، وهو والد كل من علم السياسة والصحافة أمين الرافعي والمؤرخ القانوني الوطني عبدالرحمن الرافعي. وبالمثل كان عدد من الرافعيين الطرابلسيين يتولون الإفتاء والقضاء في طرابلس، منهم رأس الأسرة الشيخ عبدالقادر الرافعي والشيخ عبدالغني الرافعي، وولده الشاعر المبدع

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015