ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[04 - 03 - 2011, 12:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ذكر الأستاذ الميمني رحمه الله في مقدمة تحقيق الوحشيات أن لأبي تمام كتابا اسمه (فحول الشعراء) وأن مخطوطة الكتاب موجودة بطوس، في 198 ورقة. وهذا كتاب كبير لو حقق تحقيقا جيدا لخرج في مجلدات.
فهل طبع هذا الكتاب؟ وإن كان لم يطبع، فهل يمكن تحصيل مخطوطته في مكان بالسعودية كمكتبة الملك فهد الوطنية؟ وهل (طوس) اليوم في ديار الفُرس الرافضة؟
ـ[منصور مهران]ــــــــ[04 - 03 - 2011, 04:05 ص]ـ
في البدء أحمدُ اللهَ إليك يا أخانا الأستاذ صالح العَمْري أن حَرَّضتَ على البحث في دفاتر العلم نقهر بذلك الفتور الذي عهدنا عليه النفوس في زماننا هذا المسكين أهله.
وقبل البحث وجدتني ألتمس من ذاكرتي الكليلة ما قد عَلِق بها من عنوانات (فحول الشعراء) و (فحولة الشعراء) ومؤلفيها فلم أجدني أذكر كتابا لأبي تمام مطبوعا باسم (فحول الشعراء).
ولمعرفة مخطوطات هذا الكتاب يُسأل عنه في مركز الملك فيصل أو مكتبة الملك عبد العزيز العامة أو مكتبة الملك فهد أو مكتبات الجامعات السعودية ولن تعدم جوابا إن شاء الله.
أما مدينة (طوس) - وهذا اسمها قديما - فاسمها اليوم (مشهد) وهي من كبريات مدن إيران بل من أعظم مدن خراسان، فتحها المسلمون في أيام الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، ويرجع تسميتها إلى كونها تشهد قبر علي بن موسى الرضا.
كانت (مشهد) قرية صغيرة تابعة لطوس القديمة، وقد طمست معالم طوس بعد هجوم تيمورلنك المغولي عليها، وابتلعت (مشهد) ما بقي من مدينة طوس التي اندثرت برمتها إلا بعض الآثار العباسية منذ عهد الرشيد.
هذا، وبالله التوفيق
ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[04 - 03 - 2011, 02:09 م]ـ
أستاذنا النحوي منصور مهران، أشكرك على سرعة استجابتك، وتفضلك بالرد، كما هو معهود منك أيها النبيل.
وعندي سؤال آخر أرجو التفضل بالإجابة عنه، وأنا منذ بضعة أسابيع أقول: سأسأل أستاذنا النحوي منصور مهران، ثم أنسى.
قال الأستاذان أحمد شاكر وهارون رحمهما الله في مقدمة تحقيقهما للمفضليات:
"وقد رأينا أن نبدأ في ذلك بنشر كتب الأئمة المتقدمين، التي اختاروا فيها عيون الشعر ومحاسنه، وأن نجعلها مجموعات متناسبة متتالية.
وهذه المجموعة الأولى منها (كتب القصيد) وهي أربعة كتب، تخرج في ستة أجزاء:
1 - المفضليات جزءان
2 - الأصمعيات جزء
3 - جمهرة أشعار العرب جزءان
4 - مختارت ابن الشجري جزء" اهـ
والذي وجدته من هذه الكتب بتحقيق الأستاذين شاكر وهارون: (المفضليات) و (الأصمعيات)، فهل حقق الأستاذان الكتابين الآخرين وطبعاهما، وجزاكم الله خيرا.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[05 - 03 - 2011, 01:40 ص]ـ
تحيتي وأنا المحب لأهل الفضل والعلم، أسوقها إلى عشاق العربية حيث حلُّوا،
وعن جواب سؤال الأستاذ النجيب صالح العَمْري:
في البدء أوضح أن ديوان المفضليات طُبِع أول مرة في جزءين وورقه غامق رديء، وهذا تفسير قول الشيخين - رحمهما الله -: (المفضليات جزءان).
ثم طبع طبعة منقحة جيدة الورق الأبيض في جزء واحد.
أما جمهرة أشعار العرب فقد اتفق الشيخان أن يعمل كل منهما منفردا ثم يتلاقى الجهدان، ولكن إرادة الله نفذت قبل تحقق نية الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - فيها، وترك مكتبته خاضعة لتصرف الورثة فبيعت مجزأة ولقد وقعت في يدي نسخته من الجمهرة وعليها تعليقاته النفيسة للغاية بخطه وترقيمه؛ اشتريتها من تاجر الكتب القديمة (علي خربوش) رحمه الله، ولما عرضتها على أستاذنا الجليل محمود محمد شاكر - رحمه الله - قرأت في عينيه الرغبة في اقتناء هذه النسخة فسمحت نفسي بإهدائها إليه وقص علينا قصة العمل على نشر عيون الشعر العربي حيث نبع اللغة التي تنير الطريق إلى فهم لغة القرآن الكريم، وأبدى أسفه لأعمال كثيرة كانت بيد أخيه وتلاشت نهاياتها بوفاته فباتت مبتورة حتى اليوم.
وعن موقف الأستاذ عبد السلام هارون من إتمام الأعمال المشتركة فقد كان الرجل لا يحب الاستئثار بهذه الأعمال وكان المتداول بين الناس أنها ضمن مشروع رجلين عَلَمَيْن كبيرين وما كان لهارون أن يدع ألسنة الناس تخوض فيه وفي ابن عمته ومشكلة توارث العمل، وهو بوسعه أن ينفرد بأي عمل آخر يحسب له وحده فانصرف إلى إتمام مكتبة الجاحظ ولم يلوِ على شيء سواها بعض الوقت، ثم إن دار المعارف أُمِّمَت بعد عامين من وفاة الشيخ أحمد شاكر فساءت أيما سوء في تسوية حقوق آل شاكر مما زهَّد هارون في إتمام المشروع فتوقف المشروع بمرةٍ.
وسمعت هارون في إحدى مناقشاته لرسالة علمية يذكر أنه بلغه أن أحد الإخوة السوريين سجل رسالة (دكتوراه) لدراسة الجمهرة وتحقيقها. فوقع في نفسي سرٌّ آخر من أسرار انصرافه عن إتمام مشروع الشيخين في نشر عيون الشعر العربي ولم أُبْدِها إلا الآن.
وأما مختارات ابن الشجري فلم أستطع تتبع خبره من أعيان الجيل الماضي، فجيلنا أحق أن يجهل أي شيء عنها وكأنما اندثر الخبر.
هذا وبالله التوفيق.
¥