ـ[أوراق]ــــــــ[20 - 02 - 2014, 07:48 ص]ـ
يتكلم الباحثون عادة عن وجود علاقات بين الكتب لا يكشفها إلا سنوات من الاطلاع والبحث.
هلا نثرنا هنا بعضا منها.
أتمنى أن أجد من العلماء من يفسر أو يعتني بآراء الفراء في المعاني ولا أدري من اهتم به من المتقدمين
ـ[منيب ربيع]ــــــــ[26 - 02 - 2014, 08:05 م]ـ
يرى أهل العلم ضرورة أن يهتم طالب العلم بالعلائق بين الكتب؛ لما في ذلك من الفوائد التي يجنيها طلاب العلم، ومن أهم هذه الفوائد معرفة مكانة كل كتاب من الفن الذي يعالجه، ونسبة الأقوال إلى أصحابها، فكثيرا ما يُنسب قولٌ لعالم ما، وهو في الو اقع مردد له، وقد سبقه إليه غيره.
وقد حرص المحققون من العلماء المعاصرين على أن يذكروا في مقدمات الكتب التي يحققونها المصادر التي رجع إليها أصحاب هذه المؤلفات، وأن ييكشفوا تأثرهم ببعض من سبقهم. وقد اجتمعت لديّ نماذج مما ذكره المعاصرون، وها أنا ذا أذكرها معزوة إلى أصحابها، فإن من بركة العلم نسبة كل قول إلى قائله.
1 - يعد كتاب (كشف المشكلات وإيضاح المعضلات) لجامع العلوم الباقولي من أهم كتب إعراب القرآن وتوجيه القراءات السبع، وقد اتكأ عليه أبو البركات الأنباري في تأليف كتابه (البيان في غريب إعراب القرآن))، ونقل عنه كثيرا دون أن يشير إليه، بل إن ثلاثة أخماس ما في كتاب (البيان) منقول عن كتاب (كشف المشكلات). وقد أشار إلى ذلك الأستاذ محمد أحمد الدالي في مقدمة تحقيقه لكتاب (كشف المشكلات).
2 - كان ابن الشجري شيخا من شيوخ أبي البركات الأنباري، وقد ترجم له أبو البركات في كتابه (نزهة الألباء في تاريخ الأدباء)، ولابن الشجري كتاب (الأمالي)، وفيه الكثير من مسائل الخلاف بين البصريين والكوفيين، وفيه حجج الكوفيين ورد البصرييين عليها، وقد أغار أبو البركات على ما في الأمالي دون ذكر لابن الشجري ونبه إلى ذلك الأستاذ محمود الطناحي ـ طيب الله ثراه.
3 - في كتابه (فاتحة الإعراب) عرض تاج الدين الإسفراييني بعض مسائل الخلاف بين البصريين والكووفيين، ونقل عن كتاب الإنصاف لأبي البركات دون إشارة إليه. وقد أشار إلى ذلك الدكتور محسن العميري محقق كتاب فاتحة الإعراب.
4 - تعددت شروح كتاب سيبويه، ومن أعظمها شرح أبي سعيد السيرافي ـ رحمه الله ـ وقد لخصه الأعلم الشنتمري في كتابه النكت، ومع إفادة الأعلم من السيرافي لم يذكره إلا مرة واحدة. ينظر في ذلك مقدمة محقق شرح الأعلم الأستاذ زهير سلطان، كما ينظر ما كتبه الدكتور عوض القوزي ـ رحمه الله ـ في مقدمة تحقيق شرح باب ما يحتمل الشعر من الضرورة للسيرافي.
5 - كثرت شروج حماسة أبي تمام، ومن هذه الشروح شرح المرزوقي، وشرح الخطيب التبريزي، وقد ذكر الدكتور نبيل أبو عمشة أن قارئ الشرحين يلمس إغارة التبريزي على كلام المرزوقي.
6 - للخطيب التبريزي كتاب في إعراب القرآن اسمه الملخص، ومن هذا الكتاب نسخة خطية في المكتبة الوطنية في باريس، وتقع هذه النسخة في أربعة أجزاء، لم يسلم منها من السقط إلا الجزء الثاني. وقد حققت هذا الجزءَ الدكتورةُ فاطمة الراجحي، ونشرته بالكويت. وقارئ هذا الجزء يرى بوضوح أن الحطيب التبريزي قد نقل كثيرا عن كتاب (مشكل إعراب القرآن) لمكي بن أبي طالب القيسي، دون أن يشير إليه.
وتبقى كلمة، وهي أن القول بسطو العلماء أو إغارتهم على كلام مَن سبقهم مما لا يليق بهم، والذي يليق بهؤلاء الأعلام ـ رضي الله عنهم ـ أن يُقال: إن صدورهم قد وعت ما كتبه أسلافهم، فنقلوا عن صدورهم إلى سطورهم.
رضي الله عن أهل العلم، وألحقنا بهم في دار رحمته وكرامته
ـ[منيب ربيع]ــــــــ[26 - 02 - 2014, 08:13 م]ـ
يعد كتاب الفراء ((معاني القرآن)) من الكتب المتقدمة في هذا الفن، ومن المراجع الرئيسة لمعرفة مذهب الكوفيين، ومن الذين نقلوا عنه كثيرا الزجاج في كتابه المطبوع باسم ((معاني القرآن وإعرابه))، غير أن الزجاج ـ رحمه الله ـ لم يكن ناقلا عن الفراء ـ رحمه الله ـ متابعا له في جميع أقواله، وإنما تعقبه واستدرك عليه في بعض المسائل. والله الموفق
ـ[أوراق]ــــــــ[27 - 02 - 2014, 02:24 م]ـ
ثراء معرفي باذخ
شكرا لك وليتك تعود بأكثر وأكثر
ـ[منيب ربيع]ــــــــ[03 - 04 - 2014, 11:40 ص]ـ
7 - تعددت شروح ألفية ابن مالك ـ رحمه الله ـ، ومن هذه الشروح شرح لابن أم قاسم المرادي، واسمه: (توضيح المقاصد والمسالك إلى ألفية ابن مالك)، ومنها ـ أيضا ـ شرح للعلامة الأشموني، واسمه (منهج السالك غلى ألفية ابن مالك)، والمرادي متقدم على الأشموني، وقارئ الشرحين يرى أن الأشموني قد نقل شرح المرادي ونسبه إلى نفسه، دون أن يشير إلى مصدره. وقد أشار إلى ذلك الدكتور عبد الكريم الأسعد في مقال له عنوانه: المرادي نحوي ظلمه النحويون، وهو منشور في كتابه (مقالات منتخبة في علوم اللغة)، كما أشار إلى أن كتاب (الجنى الداني) للمرادي كان مصدرا لابن هشام في الباب الأول من كتابه الذائع (مغني اللبيب عن كتب الأعاريب).