ملء العيبه (صفحة 88)

كذا وقع ينحبن مجود الضبط على إصلاح في نسخة عتيقة تولى عنايتها أبو عبد الله ابن أبي الخصال، والضبط بخطه وأراه وهما، وأن الصواب يحنبن بتقديم الحاء.

والتحنيب الانحناء والاعوجاج، وهو بمعنى يجنبن بالجيم ومصدره التجنيب وهو الانحناء والتوثير في رجل الفرس وهو مستحب، وأما التنحيب فلا أعرف له معنى يتجه هنا، وإن كان النحب في اللغة يطلق على السير السريع، ونحب القوم تنحيبا إذا جدوا في عملهم فالتنحيب السير القاصد الدأب، وفي البيت: وجد سير القوم إلى أن اقتربوا من الماء، وكأن هذا لا يتجه في البيت إلا بحذف أو تضمين، فافهم.

وفي البارع: الإل جبل رمل بعرفات والضبط بخطه، هكذا ذكره بلفظ المفرد على وزن فعل، قَالَ: وكتب هشام بن عبد الملك إلى بعض ولده: أما بعد، فإذا ورد كتابي فامض إلى الإل فقم بأمر الناس، فلم يدروا أي ولاية هي حتى جاءه أبو بكر الهذلي فقال له: هي ولاية الموسم، وأنشده بيت النابغة المذكور:

بمصطحبات من لصاف وثبرة ... يزرن إلالا سيرهن تدافع

قلت: إنشاده له بيت النابغة يدل على أنه إلال لا الإل، وصورة الخط واحدة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015