ملء العيبه (صفحة 86)

إلى يوم عرفة، وتأخير الحصول بعرفات إلى ما بعد زوال الشمس يوم عرفة.

فأصبحنا يوم الثلاثاء التاسع بعرفات، فتطوفت ضحوة اليوم على ما أمكن من تلك العرصات المباركات، واستصحبت معى كتاب صلة الناسك في صفة المناسك للإمام المحدث الأوحد الفقيه الشافعي أبي عمرو بن الصلاح رحمه الله، فكنت أستعرف به المواضع التي يصفها بموافقة الصفة وانطباقها على ذلك الموصوف، كالصخرات الكبار المفترشة في طرف الجبيلات الصغار التي كأنها الروابي الصغار، وهذه الصخرات هي التي وقف عندها صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكالنابت منها، وهي كلها خلف مصلى الإمام وموقف رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منها بإزاء النابت معلوم، متداول النقل، يقف عنده أهل العلم، فوقفنا به والحمد لله.

وهي أعني هذه الصخرات عند الجبل الذي يعتني الناس بصعوده ويسمونه جبل عرفة، وإنما عرفة بسيط تحيط به جبال، وهذا الجبل يسمى جبل الرحمة، وجبل الدعاء، واسمه في لسان العرب، إلال على وزن فعال بكسر الهمزة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015