لكونه كان قد تقدمنا من مصر على طريق الصعيد، فلله ذلك الملتقى السعيد، الذي قضت به النفس مناها، ولله تلك الأمكنة الشريفة التي اكتحلت العين برائق سناها.
اللهم لك الحمد على هذه النعمة التي عظمت وجلت، وجلت عرائس السرور على منصات الحبور لما تجلت.
وكان دخولنا من كداء من الثنية العليا، هناك تلقانا صاحبنا ورفيقنا أبو عبد الله بن أبي القاسم حفظه الله، وشكر له، إذ الدخول منها مستحب لمن كانت على طريقة، ولمن لم تكن، فينبغي أن يعرج إليها ويعوج عليها، وكداء هذه هي بفتح الكاف ممدودة وكدى، بضم الكاف منونة ومقصورة بأسفل مكة، وهاتان اللفظتان يضطرب المحدثون في ضبطهما في الأحاديث الصحيحة في الأمهات، والذي صح عندنا في ذلك ويشهد له الاختبار ما ذكره الإمام أبو عمرو بن الصلاح، رحمه الله، وهو تحرير بليغ في الموضع، قَالَ رحمه الله: