عدولها وصدور شهودها، وتركناه بثغر الإسكندرية على تلك الحالة، وهو أهل لذلك، أنشدنا وصل الله بهجته، وحرس مهجته، ورد غربته، قَالَ: أنشدني والدتي ابنة الْقَاضِي المفتي أبي زيد عبد الرحمن بن عبد السلام بن أبي القاسم الجمحي لنفسها، واسمها ست الأهل ملغزة تميما، وكأني الآن أشك هل كان هذا الإنشاد بمصر أو بثغر الإسكندرية.
يقولون لي هذا حبيبك ما اسمه فما اسطعت إفشاء وما اسطعت أكتم فقلت اسمه ميم وحرف مقدم فهذا اسم من أهوى فديتكم افهموا ومن شعر ست الأهل المذكورة ما أنشدني بعض الأصحاب، غاب عني تعيينه الآن، ملغزة أيضا في حسناء: حبيب نأى عني وفي القلب مثواه وأحرق أحشائي لهيب لذكراه كتمت اسمه خوف الوشاة تعمدا فصحف تجد في أول الشعر معناه ومما أنشدناه الشيخ أَبُو الْحَسَنِ بلفظه وَأَنَا أَسْمَعُ بثغر الإسكندرية المحروس، وذلك في يوم السبت مستهل شهر ربيع الأول من عام خمسة وثمانين وست مائة، وأجاز لنا في التاريخ جميع ما يجوز له وعنه روايته بشرطه، وكتب ذلك عنه في طبقة السماع عليه صاحبنا أحمد بن أبي بكر بن طي بن حاتم القرشي الزبيري حفظه الله وتولاه، القصيد الرثائي الحافل الذي رثى به الكاتب الجليل المحدث المتقن أَبُو عَبْد اللَّهِ القضاعي الأبار، شيخه الإمام المحدث الخطيب الشهيد أبا الربيع سليمان بن موسى بن سالم، لما استشهد بكائنة