لنفسه، وقد بعث إليه أحد أصحابه فتى اسمه محمد يستدعي منه الختمة فوجهها إليه وكتب معه:
ملاوي إن محمدا وافى إلى ... علياك بالذكر الحكيم رسولا
علقت به روح الأمين صبابة ... فعليه نزل حبه تنزيلا
ومما أخبرني به صاحبنا أبو حيان، وكتبه بخطه ما نصه: قال أبو حيان الأندلسي، وسطره بخطه، حدثنا التاجر أَبُو عَبْد اللَّهِ البرجوني بمدينة عيذاب من بلاد السودان وبرجونه قرية من قرى دار السلام، قَالَ: كنت بجامع كولم من بلاد الهند، ومعنا رجل مغربي اسمه يونس، فقال لي: اذكر لنا شيئا؟ فقلت له قَالَ علي صلوات الله عليه «إذا وضع الإحسان في الكريم أثمر خيرا، وإذا وضع في اللئيم أثمر شرا، كالغيث يقع في الأصداق فيثمر الدر، ويقع في فم الأفاعي فيثمر السم» ، فما راعنا إلا ويونس المغربي قد أنشد لنفسه:
صنائع المعروف إن أودعت ... عند كريم زكت النعما
وإن تكن عند لئيم غدت ... مكفورة موجبة إثما
كالغيث في الأصداف در وفي ... فم الأفاعي مثمر سما
قال: أبو حيان: فلما سَمِعْتُ هذه الأبيات نظمت معناها في بيتين وهما:
إذا وضع الإحسان في الحب لم يفد ... سوى كفره، والحر يجزي به شكرا
كغيث سقى الأفعى فجادت بسمها ... وصادف أصدافا فأثمرت الدرا
وأنشدنا صاحبنا أبو حيان محمد بن حيان الجياني بالقاهرة، وكتبه لنا بخطه، قَالَ أنشدني صفي الدين التاجر الموثر الفاضل أبو محمد عبد الوهاب بن الرشيد التكريتي بعيذاب من بلاد السودان، قَالَ: أنشدنا ظهير الدين أَبُو عَبْد اللَّهِ محمد القبيصي لناظر الجيوش عون الدين بن العجمي بدمشق.