ملء العيبه (صفحة 364)

يموت إذا ما قمت تسقيه قاصدا ... وأعجب من ذا أن ذاك من الشجر

أيا سامع الأبيات دونك شرحها ... وإلا فنم عنها ونبه لها عمر

وقد أملى علينا غير ذلك من نظمه جده وهزله، فيما لم نر إيراده هنا، وأظن السراج عمر هذا المخاطب هو السراج عمر المعروف بالوراق أحد أدباء الديار المصرية، ومما بلغنا من نظمه أعني من نظم السراج الوراق قوله:

يا نازح الطيف مر نومي يعاودني ... فقد بكيت لفقد النازحين دما

أوجبت غسلا على عيني بأدمعها ... وكيف وهي التي لم تبلغ الحلما

وقوله:

سألتهم وقد زموا المطايا ... ففوا نفسا فساروا حيث شاءوا

ولا عطفوا على وهم غصون ... ولا التفتوا إلى وهم ظباء

وهذا من النظم البديع والنسج الرفيع ولنصير هذا مراجعات ومداعبات ومطايبات مع فضلاء أدباء المصريين، فمما كتب به إليه الأديب أبو الحسين المعروف بالجزار:

حسن التأتي مما يدل على ... عقل الفتي والعقول تختلف

والعبد من كان في جزارته ... يعرف من أين تؤكل الكتف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015