ملء العيبه (صفحة 339)

الأزدي الغرناطي، نادرة مصره بل نادرة عصره، حكيت عنه حكاية حكاها لي عمي الكاتب الفاضل الفقيه أَبُو إِسْحَاقَ إبراهيم بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رشيد، قَالَ: حكى لي أبو جعفر الطوسي أنه دخل يوما مع جماعة من أصحابه بمرسية على الوزير الأجل أبي الحسن سهل بن مُحَمَّدِ بْنِ مالك لما غربه ابن هود عن وطنه، قَالَ: فقدم إلينا حوتا، فلما فرغنا من أكله، قَالَ لعجوز كانت عنده تخدمه اشتري لهم تينا يأكلونه عليه، وكان الوزير أَبُو الْحَسَنِ في سمعه ثقل، فقالت العجوز: هلا أخرج لهم من عديل التين الطيب الذي سيق له، وهو في الغرفة؟ فسمعها الأصحاب ولم يسمعها الوزير أَبُو الْحَسَنِ، قَالَ: فقلنا له يا سيدي. . . . . . . . . . هلا أطعمتنا من عديل التين الذي أهدي لك؟ فقال: ومن أعلمكم به؟ ثم أنشد لنفسه:

لو جاء إبليس إلى مشربي ... سرا عن الناس بإحدى الطرف

أخبرتني أنت بمن ساقها ... يا عالم الغيب بما في الغرف

فقال لنا علم الدين العراقي: هذا مأخوذ من قول الآخر:

لو طبخت قدر بمطمورة ... بالدار أو أقصى بلاد الثغور

وأنت بالصين لو جبتها ... يا عالم الغيب بما في الصدور

طور بواسطة نورين ميديا © 2015