ومن حديث محمد بن عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أبي طالب رضي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنهم: «أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى في مسجد ينبع» .
ثم سرنا إلى أن وافينا المغيرة يوم الأربعاء الثامن لمحرم، عند الضحاء، وبها ما يحتفر في أحساء، وضبط هذا الاسم مفعلة بفتح الغين من التغيير ولم نجده في الأسماء المذكورة القديمة.
ورحلنا منه ليلا ليلة الخميس التاسع لمحرم فوافينا الحوراء يوم الجمعة يوم عاشوراء عند طلوع الشمس، وبها ماء رديء للشارب، وهو واد كثير شجر الأراك ومما جرى على لساني هنالك من شدة الشوق، متفائلا بالعودة إلى طيبة، سنى الله ذلك:
أيا حضرة المصطفى المجتبي ... ضمنت لعيني أني أراك
ويصدق فالي فينعم بالي ... لأني حللت بوادي الأراك
ثم رحلنا منه ظهر اليوم، وما زلنا نسير منزلا منزلا، منها ما سمي لنا ومنها ما لم يسم فمما سمي موضع ماء يسمى الوجه، وموضع يسمى سلمى وموضع يسمى عيون القصب، وهي مياه طيبة في بسيط ينبت القصب، وهناك تلقانا أوائل القادمين من الشام بالدقيق والتين والخروب، وكان الناس من فقد الأزودة في شدة لأنا لما انفصلنا عن ينبع وقع في الجمال موتان ذريع، حتى كان يترك منها في المرحلة الواحدة المائة وما قاربها، ورخصت الأزودة والحوائج ثم