ملء العيبه (صفحة 204)

أنخ مطاياك بلغت المقصدا ... بين ثنيات كداء وكدى

أرود بها سوقكها فطالما ... نهنهها زجر الحداة والحدا

أربع عليها ترتبع سائبة ... فحل أنساعا وأرخ مقودا

وخلها بالأخشبين ترتوي ... علا وذرها منه تشفي العمدا

تروع مرعاه وترتاد لها ... بين رباه مرتعا وموردا

ما وردت صداء من كاظمه ... لكنها صدت على كظ الصدا

كم شاقها محصب وأبطح ... فظل ذكراها له مرددا

إن لها بين الحجون والصفا ... معاهدا تصبوا إليها أبدا

منازل قد شفها ادكارها ... وكاد يبليها هواها كمدا

لها وللأحباب فيها موعد ... للوصل وافته توفي الموعدا

هوى قديم ووداد أول ... إذا انتهى عاد لها كما بدا

وفي حماها أنست عن جانب ... فأنسيت عن جانب نار هدى

وكم لها في حبها علاقة ... أقامها الوصل لها وأقعدا

ما فارقت مربعها مشيحة ... تفري الفلا شوقا لمغناها سدى

ونكبت عن مائة وظله ... إلا ليهديها الطريق الأقصدا

إن أنت لم تشف بذاك شوقها ... لم تدر كيف الشوق فت الأكبدا

عاذت بذياك الحمى وفسحت ... لا تأتلي في رسمه ترددا

والتزمت ضربة حب لازم ... جد بها نحو حماها وحدا

وجددت ميثاقها ولم يزل ... ميثاقها مؤكدا مجددا

وحصبت بالشعب ثم أصعدت ... لا تنقضي أنفاسها تصعدا

حازت مناها إذ أجازت بمنى ... تؤم جمعا وتريد النجدا

وما شكت حيفا ملما إذ غدت ... ملمة بالخيف تسمو صعدا

تعرفت في عرفات موطنا ... ما أنكرته الروح في طول المدى

فاض عليها إذ أفاضت فائض ... من منعم جم النوال والجدا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015