ملء العيبه (صفحة 202)

وجل به أحوالنا واجل منعما ... بأنواره قلبا من الرين مسودا

فمن لي بأن أمسي وأصبح جاره ... فأحبب إليه بالمراح وبالمغدى

أيا رب أوردنا حنانيك حوضه ... لنسقى شرابا مازح المسك والشهدا

ولا تختلج من دونه فتكن كمن ... لما راق من دنياه عن دينه ارتدا

وأنعم برؤياه عيونا مشوقة ... لرؤيته واجعل لنا عنده ودا

وشفعه فينا فاعف عنا ونجنا ... من النار منا منك من قبل أن نردى

وبلغه عنا كل لحظة ناظر ... صلاة وتسليما إذا انتهيا ردا

وهبنا يقينا من عذاب جهنم ... يقينا وتسديدا يكن دونها سدا

ولا تخزنا عند الحساب وهننا ... بإكرام مثوانا وهي لنا رشدا

فأشهد أن الله أهداه رحمة ... لنا فهدانا من لدنه بما أهدى

فبلغ ما أوحى إليه وحضنا ... عليه وأدى بالأمانة ما أدى

فصلى عليه الله ما وقب الدجى ... وما متعت شمس ضحى اليوم فامتدا

صلاة دراكا ديمة وعميمة ... فلا فرعها يذوي كما عرفها يندى

وأهدى التحايا الطيبات لفضله ... ومثل التحايا الطيبات له يهدى

وصلى على الآل الكرام الألى زكوا ... أبا وصفوا أمّا لهم وسموا جدا

أولو الفضل والإفضال لا ظلم عندهم ... ولا بغي فاسرد آي سؤددهم سردا

وعدد له ما شئت من رتب العلى ... فإنك لا تحصي مآثرهم عدا

فحيهلا بعد الرسول بذكرهم ... ومن قبل حب الصحب حبهم يبدى

حقيق علينا حبهم واتباعهم ... إذا ما هدوا قصدوا وهم بالهدى أهدى

لحب رسول الله حقا نحبهم ... بذلك أوصانا به نحكم العقدا

وألحق بهم أهل السوابق والنهى ... صحابته فامحض لكلهم الودا

بصحبته خصوا وفي الله هاجروا ... إليه وفيه فارقوا الأهل والولدا

أشداء في دين الإله أئمة ... وشادوه بالتأييد والنصر فاشتدا

عدولا رضا فازوا من الله بالرضى ... جهادا وفي إرضائه بلغوا الجهدا

وهم شهداء الله والوا وعزروا ... وآووا وواسوا واعتزوا في الشرى أسدا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015