ملء العيبه (صفحة 195)

وبتصديقه قد اعترف الضبب ... مقرا فآمن الأعرابي

وبصاع وبهمة أشبع الألف ... فشادوا نقاب تلك الجوابي

زود الجيش مرملين حييسا ... فضل تمر أحصوه ملء جراب

وعلى فقده فقد ردد الجذع ... حنينا لبعده بانتحاب

وحقيق لأعين فارقته ... أن تسح الدموع سح السحاب

فعلى فرقة الأحبة يبكي ... كل ناء المزار بعد اقتراب

فانثنى نحوه يسكن منه ... باحتضان له جوى الأوصاب

أين منا النشيج خوف نواه ... من أنين الجماد والأخشاب

فض جمع الأعداء يوم حنين ... إذ رماهم بقبضة من تراب

وإذا ما نوى قتال عدو ... قذفوا في القلوب بالإرعاب

وثلاث في أمر زينب آيات ... عظام منها نزول الحجاب

جاءها فابتنى بها حكمة الله ... بلا شاهد ولا خطاب

بل خصوصية بها خصه الله ... فكانت تسمو على الأتراب

ولكم آية وكم من دليل ... قد أزالت عماية الارتياب

ذاكم الفخر لا ممالك سابور ... ولا الهرمزان في الأحقاب

فأطل أو فأقصر لمدح فيه ... بارتجال للنظم أو باقتضاب

وصفه بين لكل رسول ... نعته مثبت بكل كتاب

خصه الله بالمحبة والخلة ... مع رفع ذكره المستطاب

ورؤوف بالمؤمنين رحيم ... غير فظ جاف ولا صحاب

وهدانا به الإله فجلى ... ظلم الظلم فهي ذات انجياب

فعلا دينه على كل دين ... مذهبا باقيا بغير ذهاب

وحبيب مدلل بالأماني ... ورسول مظلل بالسحاب

ذاكم المصطفى المحب ومن ذا ... لسواه في فضله بالمحاب

أو حبا له سلام محب ... شفه شوقه إلى الأحباب

غض صوتا لدى السلام وكن منه ... لرد عليك في الارتقاب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015