وعليه إذا روى ذاك عني ... طاب ذكراه أن يطيب ذكري
لست أعني الثناء لكن عساه ... أن يوالي بغفر ذنب وستر
هذه نفثة لمضنى وأنى ... لي بالشعر بعد وخط الشعر؟
زبرتها يدا أبي اليمن جار الله ... ما بين زمزم والحجر
نجل عبد الوهاب والحسن الجد ... وسقى الله تربهم صوب قطر
عام سبعين قد تقضت مئينا ... ثم يا أربع مضين وعشر
حامدا ربه منيبا إليه ... مستعينا بالله في كل أمر
انتهى ما وجدته بخط صاحبنا الوزير الكاتب الماجد أبي عبد الله بن أبي القاسم، ووقع هذا البيت الذي قبل الأخير من هذه القطعة الرائية بخط الشيخ رَحِمَهُ اللَّهُ غير بين المعنى مع إبهام اللفظ، ولعل الشيخ تركه ليكشطه ويصلحه فنسي، وقد يمكن أن يصلح بأن يقال:
عام سبعين ثم ست مئين ... بعدما أربع مضين وعشر
وأنشدنا صاحبنا رفيقنا الوزير أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بن أبي القاسم، وكتبه لنا بخطه قَالَ: وهو مما سمعته، من لفظ شيخنا أبي اليمن رضي الله عنه، ومن خطه نقلته، مجيزا للفقيه أبي محمد الطبيري:
أجزت الطبيري الندب ذا المنهج الحسن ... كدأب شيوخ العلم في سالف الزمن
رواية ما عني يجوز لناقل ... روايته مما صحيح من حسن
مجازا ومسموعا على وسع خطره ... ونظما ونثرا وهو في ذلك مؤتمن
على الشرط في التصحيح والضبط لافظا ... به من مسانيد الصحاح أو السنن
وما هو موصول وما هو مرسل ... وما فيه تعليق وما فيه عن وعن
أجزت له والله يشكر سعيه ... ويرعاه للتبليغ في الحل والظعن
أفدناه هذا وهو لو قد أفادنا ... لكان له أهلا وكان به قمن.