ملء العيبه (صفحة 182)

العامة عنه لجميع ما يرويه وينقله ويدريه، ويحمله من العلوم الدينية التي خص بها ووصل أسباب الأعمال الصالحة بسببها، وأن يسمى من أمكن من مشاهير أعلام شيوخه، الذين بهم يقتدى، وبأنوار معارفهم في ظلمات الجهل يهتدي، وأن يعين وقت مولده، وأن يكون ذلك كله بخط الكريمة المباركة يده، ليجد المملوك إن شاء الله تعالى بركة ذلك في الحال والمال، والحال والترحال، والله يبقي إنعام مولاي على من قصده، ولجأ إليه في طلب العلم واعتمده، وبمنه وكرمه، والسلام الكريم يخص مقامه الكريم كثيرا ورحمة الله تعالى وبركاته، كتب في الرابع لذي حجة، عرفنا الله بركته، من سنة أربع وثمانين وست مائة، وكتب الشيخ بخط يده المباركة ما نصه:

أحمد الله وهو للحمد أهل ... وأثنى أثنى عليه بشكري

وأصلي على الذي خص حقا ... بالمقام المحمود يوم الحشر

أحمد المصطفى وعترته الغرر ... وأصحابه النجوم الزهر

وسلام على الألى شيدوا العلم ... وشادوا بناه من كل حبر

العدول الأيقاظ من كل جيل ... الثقات الحفاظ في كل عصر

أثروه وآثروه وأدوه ... كما حملوه جوزوا بخير

نضرت منهم الوجوه وحازوا ... قصب السبق من وجوه البر

بلغوه كما وعوه وقرت ... يا لعمري عيونهم بالنشر

حبذا فعلهم، وشكر لمسعاهم ... ونبلا بهم، ورفعة قدر

قد أجزت اللخمي محمدا الخير ... ربيب الحجي، رفيع الذكر

ما اقتضاه استدعاؤه من سماع ... ومجاز وكل نظم ونثر

دأب أهل الأداء بالشرط في التصحيح ... والضبط وابتغاء التحري

لافظا بالذي أجزت علاه ... زاده الله من علاء وفخر

ومبيحا له الرواية عني ... حسبما قد رويت غير موري

غير راو من غير أصل ولا فرع ... لأصل بغير علم وخبر

شكر الله سعية وتولاه ... ووقاه كل سوء وضر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015