ملء العيبه (صفحة 162)

وما اعتذاري وقد أصبحت جاركم ... إن لم يطل في رسوم الدار تردادي

وقرئ عليه بباب الصفا، وَأَنَا أَسْمَعُ مما كتب به لبعض أودائه وكانت عادته أن يزوره في أول كل شهر فأبطأ عليه وأظنه كان من أهل الطائف أو ساكنا بها:

إذ كنت لم تطلع هلالا لشهرنا ... فكن بدره البادي لعشر وأربع

أطلت ثواء في خميلة روضة ... وذاك لمثوى الغصن أنسب موضع

وخلفتني بين الطلول مناشدا ... لمن ليس يشكي إن شكوت ولا يعي

أروح بقلب للفراق مروع ... وأغدو بدمع في الديار موزع

وقد فاتني رؤيا حماك بناظري ... فصفه لعلي أن أراه بمسمعي

وقرئ عليه وَأَنَا أَسْمَعُ مما كتب به لبعض إخوانه يستدعيه للزيارة.

يا سيدي إن كان منك زيارة ... فاجعل مزارك بالأصائل والبكر

أخشى عليك الكاشحين من السرى ... رياك نمام ووجهك كالقمر

أو لا فإنك رقة تحكي الصبا ... فعسى تهب لنا نسيما في السحر

ومما أذن لي فيه من نظمه، وأنشده لي رفيقي الوزير الماجد الفاضل الكاتب الحافل أبو عبد الله أعزه الله ووقاه، قَالَ: أنشدنا شيخنا الإمام العالم جار الله أمين الدين أبو اليمن ابن عساكر لنفسه:

أرقت لومض مبتسم ... أضاء لنا دجى الظلم

فبت به سليم هوى ... لجيران بذي سلم

تجشم كل شاسعه ... فحل حمى بني جشم

فسل نارا على علم ... بدت، عن جيرة العلم

ورد ريا على ظما ... روى ماء على إضم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015