ذكر من لقيناه بمكة ومنى وعرفات شرفها الله تعالى 8، 9 ابنا خليل فمنهم الأخوان الفاضلان العاملان ففيها الحرم الشريف ومفتياه، العالم الفقية المفتي رضي الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن خليل العسقلاني، وأخوه الصالح المبارك علم الدين أحمد بن أبي بكر المذكور، المكيان، لقيتهما بمنزلهما من الحرم الشريف، وكان علم الدين بحالة مرض، فتحفيا وبالغا في البر والتأنيس رضي الله عنهما، وقدما طعامهما المعد للخروج لعرفة وما تيسر من غير ذلك واحتفلا، فإن أهل مكة شرفها الله تعالى يختلفون في ذلك بحسب استطاعتهم.
وتذاكر معي رضي الدين في مسائل فقهية وأصلية، وكان شديد العارضة، حاد النظر، متعرضا لإيراد الشبه وقد كانت جرت بينه وبين الشيخ الصالح الفقيه أبي محمد المرجاني، قبل قدومي مذاكرة كان عنها بعض التغير، إذ كان أبو محمد بعيدا عن طرق المناظرة وكان في رضي الدين فضل حدة في المناظرة.