ملء العيبه (صفحة 102)

ورد أقاح بهار نوفر شقر ... بنفسج نرجس مفتر سوسان

بتنا ونحن من الأفراح في شأن ... ولا رقيب ولا واش ولا شأني

حتى قضينا بها ما سن من قرب ... رميا وحلقا وتقريبا لقربان

ومنى حدها فيما قاله الإمام أبو عمرو رحمه الله: " ما بين محسر إلى العقبة التي ترمي إليها جمرة العقبة، ومنى شعب طوله نحو ميلين وعرضه يسير، والجبال المحيطة به ما أقبل منها عليه فهو من منى، وما أدبر منها فليس من منى.

ومسجد الخيف في أقل من الوسط مما يلي مكة، وجمرة العقبة في آخر منى مما يلي مكة، وليست العقبة التي تنسب إليها الجمرة من منى، وهي العقبة التي بايع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عندها الأنصار قبل الهجرة والمرمى مرتفع قليلًا في سفح الجبل.

ثم توجهنا إلى مكة شرفها الله تعالى لأداء طواف الإفاضة، فقضيناه والحمد لله على نعمه التي لا تحصى، حمدا يفوت عد القطر والرمل والحصى.

ذكر فائدة عنت في الطواف وطالما أتعبت وعنت: حال الكعبة وبناؤها في الجاهلية، وحضور النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك وحمله معهم الحجارة، ووضعه الركن بيده الكريمة، وعجزهم عن النفقة، فلم يتموا البيت على قواعد إبراهيم، وترك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك لحدثان أهل الإسلام من قومه بحالة الكفر، وأنه لم يستلم إلا الركنين اليمانيين الذي فيه الحجر والذي يليه، وإكمال عبد الله بن الزبير ذلك، وهدمه الكعبة حتى بلغ بها الأرض

طور بواسطة نورين ميديا © 2015