كانت تقوم صناعة الخوص من سعف النحل، فيصنعون المكاتل -المقاطف- والقفف مما يستخدم في أعمال المنزل وفي أعمال الزراعة، وكذلك كانت تقوم أعمال النجارة اللازمة للبيوت من أبواب ونوافذ الأثاث، وكان أغنياء اليهود يملكون كثيرًا من الأثاث لبيوتهم 1 كما كان استعمال الكراسي أمرًا شائعًا يصنعونها من الخشب وأرجلها من الحديد2 وقد أعان على قيام الصناعة من الخشب وجود شجر الطرفاء والأثل في منطقة الغابة في شمال غربي المدينة3.

كما كانت الحدادة إحدى الصناعات القائمة في المدينة والمرتبطة بالأعمال الزراعية؛ فالزراعة تحتاج إلى فئوس ومحاريث ومساح ومناجل للحصد، وغير ذلك مما يستعمله الزراع من آلات، وكانت هذه الآلات تصنع في المدينة يقوم بصناعتها بعض الناس من العرب ومن اليهود ومن الموالي على السواء، وإن كان الموالي والعبيد أكثر احترافًا لها4. وإلى جانب هذه الصناعات كانت تقوم صناعة الحلي، وقد تخصص فيها واشتهر بها بنو قينقاع من اليهود5، احترفوها ولم يحترفها أحد من العرب6، وكانوا يصنعون أنواعًا كثيرة من الحلي الذهب، منها الأساور والدمالج والخلاخيل والأقرطة والخواتم والفتخ -جمع فتخة وهي الدبلة- والعقود من الذهب أو الجوهر أو الزمرد أو من الجزع الظفاوي وهو خرز ثمين به ألوان بيضاء وسوداء، وكانوا يبيعون هذه الحلي في سوق عرفت بهم، كان يأتيها النساء من أهل المدينة يشترين ما يلزمهن منها7، ويقدم إليها الناس يأخذون ما يلزم لنسائهم وفتيانهم سواء في ذلك أهل المدينة وأهل البادية أو المدن الحجازية، وقد كانوا اليهود يمتكلون حليًّا كثيرة من هذه الحلى8.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015