وهنا مسألة وهي:
أيهما أفضل رجل جُبل على خلق حميد, ورجل يجاهد نفسه على التخلق به, فأيهما أعلى منزلة من الآخر؟
ونقول جواباً على هذه المسألة: إنه لاشك أن الرجل الذي جُبل على الخلق الحسن أكمل من حيث تخلقه بذلك, أو من حيث وجود هذا الخلق الحسن فيه, لأنه لا يحتاج إلى عناء ولا إلى مشقة في استدعائه, ولا يفوته في بعض الأماكن والمواطن, إذ أن حسن الخلق فيه سجيه وطبع, ففي أي وقت تلقاه تجده حَسَن الخلق, وفي أي مكان تلقاه حَسَن الخلق, وعلى أي حالٍ تلقاه حَسَن الخلق, فهو من هذه الناحية أكمل بلا شك.
وأما الآخر الذي يجاهد نفسه ويروضها على حسن الخلق, فلا شك أنه يؤجر على ذلك من جهة مجاهدة نفسه, وهو أفضل من هذه الجهة, لكنه من حيث كمالُ الخلق أنقص بكثير من الرجل الأول.
فإذا رزق الإنسان الخلقين جميعاً, طبعاً وتطبعاً كان ذلك أكمل, الأقسام هي:
1 - من حرُم حسن الخلق طبعاً وتطبعاً
2 – من حرمه طبعاً لا تطبعاً
3 - من رُزقه طبعاً لا تطبعا