والسلام فلما قضى بوله أمر النبي صلى الله عليه وسلم, بذَنوب من ماء فأريق على البول, ثم دعا الأعرابي فقال له: "إن هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من الأذى والقذر إنما هي للصلاة وقراءة القرآن" 1, أو كما قال النبي عليه الصلاة والسلام.
وجه حسن الخلق في هذه القصة ظاهر, فهو لم يوبخ هذا الأعرابي ولم يأمر بضربه, بل إنه تركه حتى قضى بوله, ثم أعلمه أن المساجد لا تصلح لما فعل إنما هي للصلاة, والذكر, وقراءة القرآن.
وكذلك من حسن خلقه عليه الصلاة والسلام ورحمته بالمؤمنين،أن رجلا أتى إليه عليه الصلاة والسلام, وقال: يا رسول الله هلكت!! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "وما أهلكك؟ " فقال الرجل: وقعت على امرأتي في رمضان – يعني جامعها في نهار رمضان – فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: "فهل تجد ما تعتق به رقبه؟ " قال لا. قال: "فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتاليين" فقال: لا. قال: "فهل تجد ما تطعم ستين مسكينا؟ " قال: لا. ثم جلس. فأتي النبي صلى الله عليه وسلم بعرق2 فيه تمر, فأعطاه إياه وقال له: "تصدق بهذا" فقال الرجل: على أفقر منا؟! فما بين بتيها أحوج إليه منا. فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه, ثم قال: "اذهب فأطعمه أهلك" 3.