وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ} 1. فالأم تتعب في الحمل, وعند الوضع, وبعد الوضع وترحم صبيها أشد من رحمة الوالد له, ولهذا كانت أحق الناس بحسن الصحبة والبر حتى من الاب.
قال رجل يا رسول الله من أحق الناس بحسن مصاحبتي؟ قال: "أمك" قال: ثم من؟ قال: "أمك" قال ثم من؟ قال: "أمك" قال ثم من؟ قال: "أبوك" 2.
والأب أيضاً يتعب على أولاده ويضجر بضجرهم ويفرح لفرحهم ويسعى بكل الأسباب التي فيها راحتهم وطمأنينتهم وحسن عيشهم, يضرب الفيافي والقفار من أجل تحصيل العيش له ولأولاده.
فكل من الأب والأم له حق, ومهما عملت من العمل فلن تقضي حقمها, ولهذا قال الله عز وجل: {وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} 3 فحقهم سابق, حيث ربياك صغيراً حين كنت لا تملك لنفسك نفعاً ولا ضراً فواجبهما البر.
والبر فرض عين بالإجماع على كل واحد من الناس, ولهذا قدمه النبي صلى الله عليه وسلم على الجهاد في سبيل الله, كما في حديث ابن مسعود, قال, قلت: يا رسول الله, أي العمل أحب إلى الله؟ قال: "الصلاة في وقتها" وقلت: ثم أي؟ قال: "بر الوالدين" قلت: ثم أي؟