ذلك (?)، معتمدين على هذه القراءة، وهي قراءة ابن عامر العربي الفصيح أعلى القراء العشرة سندا (?)، وقراءته موافقة لقراءة أهل الشام، وموافقة لرسم المصحف الشامي (شركائهم) بالياء (?) ويؤيدها عدد من الشواهد منها قول الشاعر (?):

حملت إليه من لساني حديقة ... سقاها الحجى سقي الرياض السحائب

أي: سقي السحائب الرياض.

وأما قراءة إِنْ هذانِ لَساحِرانِ [طه: 63] بالتشديد وبالألف، فقرأ بها نافع وابن عامر وشعبة وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وخلف العاشر وتحتمل هذه القراءة أكثر من توجيه، منها (?):

1 - مجيئها على لهجة بلحارث بن كعب وخثعم وزبيد وكنانة، الذين يلزمون المثنى الألف دائما فيقولون: جاء الزيدان، ورأيت الزيدان، ومررت بالزيدان.

2 - (إن) بمعنى نعم، فتكون غير عاملة، وتكون (هذان) مبتدأ، و (ساحران) خبر لمبتدإ محذوف والتقدير: لهما ساحران، والجملة خبر (هذان)، ولا يكون (لساحران) خبر (هذان) لأن لام الابتداء لا تدخل على خبر المبتدأ.

3 - أن أصلها: إنه هذان لهما ساحران، وحذف ضمير الشأن، وهو اسم (إن) وما بعدها مبتدأ وخبر، والجملة في محل رفع خبر (إن)، ثم حذف المبتدأ الثاني وهو (هما).

وبهذا يتبين لنا أن ما يوجه إلى القراءات من طعن مردود على قائله، والقراءات كلها موافقة للغة العرب، وكان الأولى بالنحاة أن يتجنبوا هذه المزلة وأن يجعلوا القراءات أساسا لقواعد النحو، والعجب من النحاة أنهم يثبتون لغة ببيت أو عبارة قد تكون لمجهول، ولا يثبتونها بالقراءة المتواترة من أئمة السلف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015