وأنا في بلدي، والسبب في هذا ما ذكر، لا يدري طالب العلم أيواجه العامة الذين لا يفقهون عن دين الله شيئًا؟ أم يواجه المتمذهبة، أم يواجه غلاة التشيع؟ إلى غير ذلك، وهناك أيضًا من يدفع هذين الصنفين وهم الشيوعية والبعثية والناصرية فأنّهم يكيدون للإسلام من تحت الستار ولا يستطيعون أن يرفعوا رؤوسهم لأنّهم في بلد مسلم.
فبدأت بحمد الله بتعليم القرآن، وبعد ذلكم الأحاديث: أحاديث في فضل اليمن وفي فضل أهل بيت النبوة وفي فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لأنّهم يقولون أن أهل السنة لا يحبون رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا يحبون أهل بيت النبوة، وهكذا يرمونهم بالعظائم، فأردنا أن نبرهن لهم أنّهم كاذبون في هذه الفرية وأن أهل السنة يحبون أهل النبوة حبًا شرعيًا ويحبون النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حبًا شرعيًا وينْزلونه المنْزلة التي أنزله الله إياها، وهكذا المنْزلة التي أنزل نفسه إياها، فقد روى البخاري في "صحيحه" عن عمر رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ((لا تطروني كما أطرت النّصارى عيسى بن مريم عليه السّلام فإنّما أنا عبد الله ورسوله)) وجاء أيضًا في "المسند" وفي "السنن" والمعنى متقارب من حديث عبد الله بن الشخير ومن حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((لا ترفعوني فوق منْزلتي)) ومن حديث عبد الله بن الشخير أنّهم قالوا أي الوفد: أنت سيّدنا. فقال: ((السّيّد الله تبارك وتعالى)) قلنا: وأفضلنا فضلاً وأعظمنا طولاً. فقال: ((قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينّكم الشّيطان)).فأهل السنة ينْزلون النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم منْزلته.