نأتي الآن لغسل الميت، هناك من يقول: بعثنا لرجل يأتي يغسل ولم يأت، فلابد أن نعرف كيف نغسل.
لابد أن يحضر غسل الميت أقرب الناس إليه، وأعلمهم بالفقه، فهذا هو الذي يغسل الميت، وغسل الميت سهل وهين جداً، لكن لابد أن نتعود عليه ونعرفه، وغسل الميت مثل غسل الحي تماماً.
اجعل واحداً يساعدك، إما ابن الميت أو أخوه، فواحد يصب لك ماء ويقلبه لك، واثنان بالكثير -لا خمسة أو ستة كما هو حاصل- يحركانه بهدوء والناس لا يفهمون، فأول ما يموت ميت يغطونه إلى الصبح، فتنبعث منه روائح مؤذية! فيكفي اثنان يحركان الميت بهدوء دون إيذاء للميت، وعندما تحرك الميت بصعوبة أو بعنف فإنه يشعر، وفي الحديث: (وكسر عظم الميت ككسر عظم الحي).
وفي زماننا إن كبر الرجل وليس له أحد يرمونه في دار المسنين، ثم يجدونه بعد يومين قد تكسرت بعض عظامه، فكل المسلمين المحيطين به والذين يعرفونه يحاسبون عليه، لذا أنا أقول لك: لين الميت وكل قليل تحرك ذراعه، وتقعد جنبه تقرأ القرآن، وتدعو الله له بالمغفرة والثبات.