والغرفة التي فيها الميت فيها ملائكة، بل ثق أن البيت في هذه الحالة فيه ملائكة، والملائكة في هذه اللحظة تؤمن على الدعاء، فأهل الميت إن سألوا الله الصبر، فالملائكة ستقول: اللهم ألهمهم الصبر، وإن سألوا المغفرة والرحمة للميت، فالملائكة تؤمن، وتقول: اللهم اغفر له وارحمه يا رب، وإن صوتوا ولطموا، وصاحوا: وامصيبة، فهي الكارثة؛ لأن الملائكة ستقول: مصيبة دائمة إن شاء الله، وكارثة دائمة إن شاء الله، وكرب دائم إن شاء الله.
عياذاً بالله من هذا.
وفي هذه اللحظات يعرف المسلم الحق من غيره، وتكون هناك غربلة، فأول ما تخرج الروح، تجد البيت ممتلئاً بالناس، ويظهر الصابر من غيره.
فلا يحل لمسلمة أن تحد على مسلم أو مسلمة أكثر من ثلاثة أيام، ما عدا الزوج، فإنها تحد عليه أربعة أشهر وعشرة أيام، يعني: تلبس الحداد على زوجها أربعة أشهر وعشرة أيام، أما إن كان أباها أو ابنها أو أخاها أو أمها أو عمها، فإنها تحد عليهم ثلاثة أيام، ولا يحل أكثر من ذلك، وإلا فهي آثمة، وأنت إن لم تنصحها فأنت مشارك في الإثم، فقل: يا أمي حرام، لا يحل أن تحد المسلمة على ميت أكثر من ثلاثة أيام سوى الزوج.
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ومن ناحت على ميت -أي: ولولت وصوتت- كانت كمن هدمت الكعبة بيديها كمن أخذت حربة تحارب بها الله رب العالمين).
وفي آخر: (ومن ناحت على ميت ولم تتب، بعثت يوم القيامة ناشرة شعر رأسها، عليها سرابيل من قطران، تدخلها الملائكة إلى النار: نوحي على أهلها كما كنت تنوحين في الدنيا).
فالمسلم يعظ النساء ويحذرهن، بل اكتب تحذيراً في وصيتك وقل: أنا بريء من الذي يصوت علي.
وأيضاً: لا تخرج المرأة خلف الجنازة، ولا إلى المقابر، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لنساء خرجن وراء جنازة: (أغسلتن فيمن غسل؟ قلن: لا، قال: أصليتن فيمن صلى؟ قلن: لا، فذاهبات أين؟ قلن: ذاهبات المقابر، قال: ارجعن مأزورات غير مأجورات).
وفي حديث آخر: (أين كنت يا فاطمة؟ قالت: يا أبت كنت أعزي في دار فلان)، أي: جارتها ماتت فذهبت تعزي أهلها، فقال: (أذهبت معهم إلى الكدى؟) الكدى: جمع كدية، وهي المقابر، (قالت: لا يا أبت، قال: يا فاطمة! لو ذهبت معهم إلى الكودا لما شممت رائحة الجنة).
وبالذات في الأعياد، وفي طلعة رجب، فعظ النساء وقل لهن: اقعدن واتقين الله.