قد يقول لك: يا سيدنا الشيخ إنني في الركعة الثانية قرأت سورة الفاتحة فقط؟ نقول: صلاتك صحيحة إن شاء الله؛ لأن من رحمة الإسلام أن جعل قراءة السورة سنة وليست ركناً ولا فرضاً؛ لأنه إذا صلى الشخص ثلاث ركعات المغرب؛ أو الركعتين الأوليين بالنسبة للعشاء، أو الظهر أو العصر أو الصبح بدون سورة فصلاته صحيحة إن شاء الله.
إذاً: لو أنني دخلت في صلاة الظهر وهي كلها صلاة سرية ووجدت الإمام واقفاً، فدخلت في الصلاة وقرأت، فبمجرد أنني قرأت: بسم الله الرحمن الرحيم، {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة:2] ركع الإمام مباشرة، أقرأ بقية الفاتحة أو أركع؟ أركع، وهذه هي الحجة التي تمسك بها الأحناف حيث قالوا: المأموم إذا لم يقرأ الفاتحة خلف الإمام وركع معه، أحسبت له ركعة أم لا؟ حسبت له ركعة، وماذا تقولون في حديث: (لا صلاة إلا بأم الكتاب)؟ فتغلب المذهب الحنفي على مذهب الشافعي في هذه النقطة.
فهذا بإيجاز من أجل أن يتقرر في الأذهان: أن الركعة التي تدخل فيها هي الركعة الأولى بالنسبة لك.