وفي الحديث: (لا تجمعوا ما لا تأكلون، ولا تبنوا ما لا تسكنون، وتوكلوا على من أنتم عليه قادمون، وارغبوا فيما أنتم إليه آتون إليه، وازهدوا فيما أنتم عنه راحلون).
لا إله إلا الله، انظر إلى كلام الحبيب، انظر إلى أسلوب بلاغة العربي وانظر إلى كلام سيدنا الحبيب، يعني: لا تجمعوا شيئاً أنتم لن تأكلوه؛ لأنك ستموت في الوقت الذي يريده الله.
(ولا تبنوا ما لا تسكنون)، يعني: ابنوا ما يكفيكم فقط.
ولذلك يقول العلماء: إن الشيء الذي لا تستخدمه مكان للشيطان.
والشياطين كل واحد متخصص في شيء، ومنهم واحد متخصص في الوسوسة في الصلاة، وهو الذي اسمه خنزب، فهذا خنزب يجعلك تفسد صلاتك، ويظل يوسوس لك في الصلاة، لكن لا تلتفت إليه، حتى إنه -كما في الحديث-: (ينفخ في مقعدة العبد حتى يخيل إليه أنه أخرج ريحاً).
وجاءوا إلى أبي هريرة فسألوه هذا
Q أصحيح يا أبا هريرة! أن الشيطان يأتي وينفخ في مقعدة الشخص ويخرج رائحة من الدبر؟ قال: نعم، قالوا: إذاً نذهب لنتوضأ؟ قال: مادام أنك لم تشم ريحاً ولم تسمع صوتاً فصلاتك صحيحة، من أجل ألا نفتح باب الوسوسة! وهناك ولد من أولاد إبليس عمله زرع الخلاف بين الزوجين، فيظل أربعة وعشرين ساعة يزرع الخلاف والشقاق.
وإبليس كل ليلة يجمع أولاده، وهو على عرشه فوق الماء ويسألهم: ماذا عملتم اليوم؟ فيقول الأول: خرجت وراء فلان حتى شرب خمراً، فيقول له: غداً يتوب، بئس ما صنعت! ويقوم غيره ويقول: ظللت وراء فلان حتى جمع صلاة الظهر مع صلاة العصر، فيقول له: غداً يتوب، بئس ما صنعت! فيقوم آخر ويقول: ظللت وراء فلان حتى أكل درهم ربا، فيقول: غداً يتوب ويكفر عن سيئاته! فيأتي الآخر ويقول: ظللت وراء فلان حتى طلق زوجته، فيقول له: أنت! أنت! أنت الابن حقاً، أنت الذي أدخلت النكد في البيت، وطردت المرأة من مملكتها ومن النعيم الذي كانت فيه، ثم بعد ذلك محاكم ومنازعة، وتتدخل أخوات الزوجة وإذا وصل الأمر إليهن فظن شراً ولا تسأل عن السبب! فالمسلم يجب أن يستعيذ بالله من الشيطان ومن إبليس وجنوده، فاللهم أعذنا من الشيطان الرجيم.