إن أول الثلاثة الذين لا يقبل الله صلاتهم: عاق لوالديه، وتعرفون الصحابي علقمة الذي لم يستطع أن ينطق الشهادتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أله أم؟ قالوا: نعم، يا رسول الله! فأتوا بها فسألها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما لـ علقمة يموت لا يستطيع أن ينطق الشهادتين؟ قالت: يا رسول الله! كان إذا أتى بالأكل يدخل على زوجته أولاً.
فقال لها: ارضي عنه يا أم علقمة! قالت له: لا يا رسول الله! فكرر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، فقالت: لا يا رسول الله! قال: يا بلال! يا أبا الدرداء! يا أبا ذر! يا عمر! اجمعوا حطباً، قالوا: لماذا يا رسول الله! قال: نحرق علقمة، فرق قلب أم علقمة، فقالت: رضيت عنه يا رسول الله! فذهبوا إلى علقمة فوجدوه يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
والثاني: مدمن الخمر، والمخدرات كالخمر، كذلك البريل، فإنهم قد حللوها ووجدوا فيها نسبة من الكحول، فلا يجوز شراء البريل، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، فالبيرة والبريل هي مثل الخمر تماماً، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أسكر كثيره فقليله حرام) فقد يقال: هذه تباع في السعودية، فنقول: وهذا هو مصدر الشك، فقد شككت فيها حين علمت أنها تباع في السعودية فأخذناها إلى المعمل فقالوا: بيرة.
فإن قيل: إن البيرة مفيدة لغسيل الكلى، فنقول: إن علماء الطب يقولون: إن هذه البيرة تقوم بغسل الكلى أولاً، ومن ثم تعمل ترسبات فيها -والعياذ بالله رب العالمين- ثم على المدى الطويل تصيب الشخص بفشل كلوي.
وأضف إلى ذلك مدمن التدخين، ففي مصر يدخن سكانها كل يوم بمليوني جنيه سجائر، بلاد أثقلتها الديون وشعبها يدخن بمليوني جنيه سجائر، وللأسف الشديد الذي لا يدخن في مصر يدخن بالرغم عن أنفه ثلاث عشرة سيجارة كل يوم، والمصيبة أن الذي يدخن يأخذ سمومها مباشرة منها، والذي لا يدخن يأخذ سمومها عن طريق الاستنشاق.
وإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا ضرر ولا ضرار) فأنت أيها المدخن! تنشر الفساد في الأرض، كذلك إن كنت غنياً وتدخن فأنت مسرف، والمسرفون إخوان الشياطين، وإن كنت فقيراً فأنت سفيه، والله يقول: {وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ} [النساء:5] فإذا وجدت شخصاً يدخن فلا تتصدق عليه.
ولكي تعرف من غير إثباتات أن السجائر حرام من شربك لها دون أن تقول: باسم الله، لكنك في الأكل تقول: باسم الله، وعندما تدخل بيتك تقول: باسم الله، وهل قد تصدقت على شخص بسيجارة وقلت له: هذه السجارة؟! وهل ستلقى ذلك في ميزان الحسنات؟! والثالث: الديوث: وهو الذي علم القبح على أهله ويسكت عليه، كأن تكون زوجته متبرجة، وابنته بلغت الحلم وهي متبرجة، فهو يعلم أن الشر في أهله ويسكت على ذلك، فهؤلاء لا ترتفع صلاتهم فوق رءوسهم شبراً.
ويضاف إلى هؤلاء المخاصم لأخيه، أو المقاطع لرحمه، كأن يكون مقاطعاً لعمته ولخالته وأخيه المسلم، ويأتي ببراهين وحجج حتى نقول له: معه حق، فقد ورد في الحديث: (أن الرحم تعلقت بجدار العرش، فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: ألا يكفيك أن من وصلك وصلته، وأن من قطعك قطعته).
أيها الإخوة الكرام! يجب علينا أن نحافظ على الصلاة؛ لأنها هي التي بقيت الذي بقيت لنا في الدين، فنصلي بثقة وخشوع، لله عز وجل، ونتم ركوعها وسجودها، ونكثر من صلاة الجماعة في المساجد، أما النوافل فهي في البيوت، وعندئذ يتقبل الله منا صلاتنا.
اللهم تقبل منا صلاتنا وعبادتنا، اللهم اقبلنا وتقبلنا، اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين، اللهم اجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوماً، وتفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً، ولا تجعل يا ربنا بيننا شقياً ولا محروماً، واجعل اللهم خير أعمالنا خواتمها، وخير أيامنا يوم أن نلقاك، اللهم أكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وصلنا بك ولا تقطعنا عنك، واطرد عن أبنائنا وبناتنا وذرياتنا وأزواجنا وزوجاتنا شياطين الإنس والجن.
اللهم عمر بذكرك بيوتنا آناء الليل وأطرف النهار، واجعلنا من البيوت الذاكرة لك يا أكرم الأكرمين! واجعلنا من الذين إذا سمعوا أحسنوا فيما سمعوا وطبقوا ما سمعوا يا أكرم الأكرمين! وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.