إن في الحياة الدنيا حلال وحرام، حلال يوصلنا إلى الجنة، وحرام -والعياذ بالله- يوصل إلى النار، ولا مكان بين الجنة والنار، فلا منزلة ولا درجة بين الحلال والحرام؛ ولذلك سئل الحسن البصري: ما رأيك في الغناء والموسيقى؟ قال: إذا تميز يوم القيامة أهل الحق عن أهل الباطل، فأهل الغناء والموسيقى مع من سيكونون؟ فالقضية في الإسلام واضحة، الحمد لله أن الله سبحانه فطر الناس على معرفة الخير والشر من دون تساؤل، فليس هناك من يقول: هل الرغيف الشامي حلال أم الرغيف البلدي؟! وكلاهما رغيف، ولا أحد يشك في الخبز هل هو حلال أو حرام، لكنه إذا قال: البيرة حلال أم حرام؟ فهذا هو الذي يحيك في صدره، وكذلك السجائر؛ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك وخشيت أن يطلع عليه الناس)، فأنت تتردد في مسألة الشبهة وتتردد في مسألة الحرام فتسأل عن ذلك، لكن من المستبعد أن يسأل المرء عن شيء قد وضح أنه حلال أو حرام، فاللحمة والخضار والفول لا يسأل عنه؛ لأن هذا حلال بالفطرة التي فطر الله الناس عليها، فالإنسان لا يسأل إلا عما يتردد في ذاته، اللهم أحسن لنا فطرتنا، واجعلنا من العاملين بكتابك وسنة رسولك، يا أكرم الأكرمين! إنك على ما تشاء قدير.
كان المدرس في الزمان القديم كل الناس يهابونه، ورحم الله أحمد شوقي حين قال: قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا أعلمت أشرف أو أجل من الذي يبني وينشئ أنفساً وعقولا قال الله سبحانه وتعالى {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا} [الشورى:49 - 50]، إن الرجل قد يرزقه الله بنين وبنات، وقد يرزقه بنين فقط، وقد يرزقه بنات فقط، وقد لا يرزقه لا بنين ولا بنات، فيذهب إلى الطبيب فيقول له: أنت سليم وامرأتك سليمة، لكن الله لم يرد بعد، وهو لا يزال عنده أمل، اللهم لا تحرم أحداً من الذرية الصالحة.
ونحن كلنا كعرب نحب الذرية الذكور، مع أن البنات إشارة إلى الجمال والحنان والرقة، فالبنت هي التي تعطيك عائلة وترعاك.