السعادة في الافتقار إلى الله لا في المال

الدرجة الثالثة بعد التوبة والدعاء: الافتقار: أي: أن تدخل على الله وأنت ذليل، فالله عز وجل نصر المسلمين في بدر وهم أذلة، فإني عندما أذل لله يعطيني مسألتي، قال الإمام الشافعي: من طلب العلم في العز لا يفلح.

نجد في واقعنا الطالب المسكين الذي يذاكر تحت عمود النور أو في الجامع يكون هو الأول، ونجد الولد المرفه الذي يحضر له أبوه مدرسين، ويحضر له كمبيوتر وبجانبه خادمة تحضر له القهوة وغير ذلك من مدرسين خصوصيين في البيت، ويدرس بمدرسة خاصة وفي الأخير يرسب، فالله عز وجل هو صاحب العطاء، تارة يعطيك قليلاً من المال ويأخذ منك قليلاً من السعادة، وتارة يعطيك قليلاً من الصحة ويأخذ منك قليلاً من المال، وإن كان ابن آدم يريد الصحة والمال والسعادة.

وللكاتب الشهير مصطفى صادق الرافعي كتاب لطيف اسمه (المساكين)، يتكلم هذا الكتاب عن شخصية اسمها شخصية الشيخ علي، وهذا الشيخ رجل زاهد في الدنيا.

مما ذكر فيه على لسان الشيخ علي قوله: يا رب! هذا رجل أعطيته المال، فيقول: يا رب هذا المال فأين السعادة؟ لأن المال لا يسعد، وإلا لأسعد دول الخليج، أليس كذلك؟ التي أصبح أغلب الموظفين المصريين يتمنى أن يذهب إليها.

فهم في هذه الدول يعانون بين الفينة والفينة المشاكل الأمنية التي تقلقهم، فالمال لا يسعد، بل قد يكون نقمة على صاحبه، وفي اللغة: إنما سمي المال مالاً؛ لأنه مال بالناس عن الحق، قال سيدنا علي رضي الله عنه: رأيت الناس قد مالوا إلى من عنده مال ومن لا عنده مال فعنه الناس قد مالوا رأيت الناس منفضة إلى من عنده فضة ومن لا عنده فضة فعنه الناس منفضة رأيت الناس قد ذهبوا إلى من عنده ذهب ومن لا عنده ذهب فعنه الناس قد ذهبوا ومن الأمثال العربية المصرية: معك قرشٌ تسوى قرشاً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015