الشرط الرابع: الدعاء بعد قراءة القرآن أو عندما يختم المصحف، وقد يستبعد القارئ هذا مع أن الأصل في المسلم أن يكون أنيسه وجليسه القرآن، بل من لم يختم القرآن في شهر فقد بات هاجراً لكتاب الله.
ومن السنة أن تختم المصحف كل جمعة، وإذا عزمت أن تكون على السنة فتختمه كل جمعة، كان عليك أن تقرأ كل ليلة بقدر أربعة أجزاء ونصف، فإن كنت لا تستطيع، فلتختم كل عشرة أيام، فإن لم تستطع ففي كل خمسة عشر يوم، فيكون ما تقرأه جزئين في اليوم، فإن كنت لا تستطيع ففي كل عشرين يوماً، فإن كنت لا تستطيع ففي كل شهر مرة، وإياك أن يمر عليك الشهر من غير أن تختم المصحف، وفي الحديث: (عليك بالحال المرتحل، قالوا: ما هو الحال المرتحل يا رسول الله، قال: الرجل يضرب من أول القرآن حتى آخره، كلما حل ارتحل).
وقد كان ابن عمر رضي الله عنه يختم القرآن بطريقة عجيبة، فقد كان عندما يصل إلى سورة الناس، يفتتح بالفاتحة مرة أخرى وأول أربع آيات في البقرة وبعد ذلك يدعو ويحضر اليتامى وأطفال الحي وأولاده ويؤمنوا على دعائه، وهذا هو الحال المرتحل.