الشرط الثاني: اختيار الأوقات المناسبة للدعاء: فعلى الداعي أن يعرف الله عز وجل؟ وأعظم اللحظات التي يدعو فيها الله عز وجل هي لحظات صفاء القلب، وقد يسأل: ما هي علامات صفاء القلب؟ أبين علامات صفاء القلب أن تكون منشرح، وتبحث عن سبب الانشراح فتجد أنه ليس بسبب ما حصلت عليه من مرتب ولا علاوة ولا أن امرأتك راضية عنك أو أولادك، بل هو انشراح صدر بدون سبب دنيوي، وتود في نفسك أن تفعل أعمال الخير، فتقول في نفسك: أتمنى أن يكون درس في المسجد، فأحضره، أو أتمنى أن يأخذني شخص إلى زيارة شخص مريض، أو غيرها من الأعمال.
فهذه لحظات أنت قريب فيها من الله وهي أعظم اللحظات للدعاء، ولذلك ندرك معنى قول سيدنا عمر: أنا لا أحمل هم الإجابة، ولكن أحمل هم الدعاء، فإذا ألهمت الدعاء كانت معه الإجابة؛ لأن الله عز وجل وعد، فقال: منك الدعاء وعلي الإجابة، ولكن دعاء بشروط.
ومن الأوقات المناسبة، التي يصفو فيها القلب: الثلث الأخير من الليل، ووقت هطول المطر، ووقت الأذان، وما بين الأذان والإقامة، وعندما يصعد الإمام على المنبر، وبين الخطبتين، وبعد صلاة العصر إلى المغرب، وبعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس، وعند سفر المسافر، وعند زيارة المريض، ودعاء المسلم لأخيه في ظهر الغيب، وعندما يكون المرء في السجود، ففي الحديث: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد).
فكل هذه الأوقات أوقات طيبة للدعاء، ومن الأوقات كذلك: عند زحف الصفوف على العدو، ولكن عندما يكون القتال في سبيل الله، وفي الحديث: (الرجل يقاتل حمية، والرجل يقاتل شجاعة، والرجل يقاتل ليذكر؟ قال: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله)، فإذا كانت الحرب في سبيل الله، استجيب الدعاء، أما إذا كانت من أجل أرض، أو من أجل مال أو أي شيء من عرض الدنيا فلا، بل لابد أن يكون القتال في سبيل الله في سبيل الدين في سبيل إحقاق الحق في سبيل إبطال الباطل، وحينها يكون النصر والغلبة وإن كان المسلمون قلة، قال تعالى: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ} [البقرة:249].