الدخول على الله

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى أصحابه أجمعين.

وبعد: فإنما يراد العلم للعمل، ولا خير في علم بلا عمل، ويذكر أن خطيباً خطب في الناس خطبة، ثم أعادها في الجمعة الثانية، ثم أعادها في الجمعة الثالثة، قيل له: يا إمام! لقد حفظناها، قال: إذا عملتم بها قلنا لكم غيرها.

والعلم ليس بكثرة الرواية، وإنما العلم الخشية من الله عز وجل، وأن نعمل بما نعلم، فمن عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم، ومن لم يعمل بما يعلم تاه فيما يعمل، ولم يوفقه الله فيما يعلم.

فالإنسان المسلم يجب عليه حين يستمع أن يبادر فيطبق وينفذ.

ويقال إن سيدنا عمر بن الخطاب رضوان الله عليه حفظ البقرة في ثمان سنوات، وكان يحفظ الآية وقبل أن يحفظ الآية التي بعدها يطبق الآية التي قبلها، وبعد أن يطبقها عملياً يحفظ الآية التي تليها، وبعد أن يحفظها يطبقها على نفسه، وبعد ذلك يحفظ الثالثة وهكذا، ونحن اليوم نعجز عن تطبيق آية واحدة أو حديث واحد.

لا يستطيع الواحد منا أن يطبقه على نفسه، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

اللهم لا تدع لنا يا مولانا في هذا اليوم العظيم ذنباً إلا غفرته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا عسيراً إلا يسرته، ولا كرباً إلا أذهبته، ولا هماً إلا فرجته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا صدراً ضيقاً إلا شرحته، ولا مظلوماً إلا نصرته، ولا ظالماً إلا قصمته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا مسافراً إلا رددته غانماً سالماً لأهله.

اللهم احقن دماء المسلمين.

اللهم لا تسل قطرة مسلمة من دماء المسلمين إلا في سبيلك، واجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم أن نلقاك، واطرد اللهم شياطين الإنس والجن عن بيوتنا.

اللهم اهد لنا زوجاتنا وأبنائنا وذرياتنا.

اللهم اجعلنا هادين مهتدين غير ضالين ولا مضلين، ثقل بهذا العلم موازيننا يوم القيامة، اجعله نوراً لنا على الصراط يوم القيامة.

اللهم اغفر لنا وارحمنا، عافنا واعف عنا، سامحنا وتقبل منا، صلنا بك ولا تقطعنا عنك، واجعلنا لديك من المقبولين.

آمين آمين.

والحمد لله رب العالمين، وصلاة وسلاماً على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

وبعد: كلنا يتساءل كيف الدخول على الله؟ عندما يسأل السائل منا: كيف أقابل الوزير الفلاني؟ -ولله المثل الأعلى- قد يقال: ندخل إلى مدير مكتبه أو بواسطة من يعرفه، أو تتصل بمدير المكتب ليحدد لك موعداً معه.

إذاً: هذه وسائل للقاء أو للدخول على أحد المسئولين؛ المحافظ الوزير رئيس الوزراء أي شخص.

.

إذاً: هناك وسائل أو مفاتيح وأسباب للدخول على بعض المخلوقات.

أما السؤال الأهم: وهو كيف أدخل على الله؟ فلابد أن يعلم أن هناك خطوات، وهناك أبواب تطرق، وهناك مفاتيح يستطيع الإنسان أن يرد، باستخدامها على الله، قال أهل العلم: من داوم على القرع لابد أن يفتح له، ولذلك من أسماء يوم القيامة القارعة: لأنها تقرع الأسماع، ومنه قرعت طبول الحرب أي: بدأت تتأكد الحرب.

ويذكر أن هذا الكلام قيل أمام السيدة رابعة العدوية فتبسمت وقالت: ومتى أغلق باب الله حتى يقرع، إنما الذي يريد أن يدخل يدخل، ولكن الدخول له شروط! أنت عندما تريد أن تقابل أحد المسئولين تبدأ بالتفكير من الليل؛ فتحدد الملابس التي سترتديها، والورقة التي تقدمها فلابد أن يكون اللقاء لائقاً به، وإذا كنت ذاهباً من أجل أن تقدم طلباً ما أو مشكلة ما، فستحرص أن تكون معك المستندات اللازمة، وستحرص على أن تستحضر الكلام اللائق بما تريد، ولله المثل الأعلى، أنا عندما أريد أن أدخل على الله، فهناك خمس درجات لابد أن أصعد عليهن أولاً من أجل أن يكون دخولي في المدخل الصحيح:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015