نتحدث الآن عن مولده صلى الله عليه وسلم، فهل يا ترى حملت به أمه حملاً عادياً؟ مهما يبحث الإنسان في قاموس الكلمات يعجز، والعجز عن الإدراك إدراك، كما قال فيه الشاعر: فمثلك قبل لم تر قط عيني ومثلك قبل لم تلد النساء فهو شخص بسببه تغير الكون كله، ولو اهتدى الكون كله والناس أجمعون إلى تعاليم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لانحلت مشاكل الساعة كلها، لكن القضية إما ضعيف يحب الرسول أو قوي لا يحب الرسول، فالضعيف الذي يحب الرسول لا يؤدي مهمة، والقوي الذي لا يحب الرسول كذلك لا يؤدي مهمة، نحن نريد قوياً يحب الرسول، نريد أمة قوية تحب رسول الله ولا تنافق، لكن من ينظر إلى زعامات الأمة يجد أن مصلحة الأمريكان التقت مع مصلحتهم، ونحن نقول: إن مصلحة اليهودي والمسيحي والكافر لا تلتقي مع مصلحة المسلم، أنا أقول: لا إله إلا الله، وهو يقول: إن عيسى هو الله وابن الله، فكيف تلتقي مصالحنا؟! هو يريد أن يتوسع ويسيطر على مصادر الثروات، وأنا أريد أن أعيش في أمان وفي سلام، وأريد أن أنشر المحبة في العالم.
إذاً: لا تلتقي مصالحنا مع مصالحهم أبداً أبداً.
وكما قيل: الحق صديقي وأستاذي صديقي، فإذا اختلف الحق مع أستاذي أمشي وراء الحق، ولذلك قال أبو حنيفة: مذهبي هو الحديث الصحيح، فإن رأيتم مذهبي يخالف الحديث الصحيح فدعوا مذهبي واعملوا بالحديث الصحيح.
يعني: الذي بيننا وبين أي عالم الكتاب والسنة، والجدال لا يستحب إلا بين عالم وعالم، والجدال يكون بالكتاب والسنة: إذا كانت الآية تقول كذا فسمعاً وطاعة يا رب، والآيات التي تتكلم عن ولاية المسلم لغير المسلم لا تحتاج إلى تفسير ولا تأويل، واقرأ إن شئت في البقرة وفي آل عمران وفي المائدة، وكل سور القرآن تتحدث بوضوح عن هذا الأمر، قال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [المائدة:51]، وقال تعالى: {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا} [النساء:141].