قلنا: إن أول ركن من أركان الصلاة النية، والنية محلها القلب، ثم تكبيرة الإحرام، ثم الوقوف لها، أي: لتكبيرة الإحرام، ولابد من أن تتوجه إلى القبلة وتقف ثم تكبر.
والرجل يرفع يديه بحذاء شحمة أذنيه حتى يمسهما بالإبهامين، من أجل أن نخرج من خلاف الفقهاء، والمرأة لا تعمل هكذا؛ لأنها عورة، وأما الرجل فبخلافها، فإذا أخذت ثوباً واشتملت به من السرة إلى الركبة فصلاتي صحيحة إن شاء الله، وأما المرأة فجميع جسدها عورة، ولابد أن تنبهوا نساءكم على أنه من باب الأحوط أن تغطى ظهور الأقدام، فإما أن يكون الثوب طويلاً، وإما أن تلبس شراباً، ولكن ليس مما يكشف الساق، بل هو السميك الذي يمسح عليه.
وبمناسبة ذكر المسح أقول: إذا توضأت في الصباح وصليت الفجر وارتحت قليلاً، وبعد ذلك أتى الضحى فتوضأت وصليت ركعتي الضحى وتوكلت على الله فلبست الشراب ثم ذهبت إلى العمل، ثم بعد ذلك انتقض وضوءك، فإنك تتوضأ وتمسح على الشراب.
وأما كيف أمسح فبأن آخذ الماء بيدي وأنثرها وآتي إلى ظاهر القدم فأمسحه، فهذا هو المسح على الجورب، ويجوز لي أن أمسح على الجورب يوماً وليلة إذا كنت مقيماً، وإذا كنت مسافراً فثلاثة أيام بلياليها.
وعودة إلى ما سبق أقول: إن لك أن ترفع يديك إلى أذنيك، أو إلى حذاء المنكبين، وأما المرأة فتقول: الله أكبر رافعة يديها إلى حذاء المنكبين فحسب، كما أنك تجهر في الصلاة في الركعتين الأوليين من الرباعية وفي ركعتي الصبح وركعتي المغرب، وأما المرأة فكل صلاتها سرية، وإذا صلت إمامة بالمسلمات تقف وسطهن، والصوت الذي يخرج منها هو (الله أكبر) و (سمع الله لمن حمده) فقط، أما غير هذا فلم يرد به نص، وذلك لأن المرأة عورة، ولذا تلم نفسها في صلاتها.