طهارة القلب من الآثام والأمراض

النوع الثالث في الطهارة: طهارة القلب من الآثام والأمراض: اتفقنا من قبل أن القلوب ثلاثة: قلب سليم، وقلب سقيم، وقلب ميت، ما علامة السليم؟ وما علامة السقيم؟ وما علامة الميت؟ القلب السليم: هو القلب الذي ليس فيه إلا الله، قال تعالى: {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء:88 - 89] قالوا: سليم من الدنيا وما فيها.

اللغة العربية لها مدلولات غريبة؛ ولذا سمي القلب قلباً لتقلبه، بعد نصف ساعة تغضب، وبعد ساعتين تهدأ فأنت متقلب؛ ولذلك سيدنا الحبيب يدعو قائلاً: (اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك)، هذا دعاء مهم في ثبات القلوب، والقلوب بيد علام الغيوب يقلبها كيف يشاء، اللهم اجعلنا من القلوب الأواهة المخبتة المنيبة التي تتقلب في طاعتك يا رب! والإنسان سمي إنساناً لتناسيه، ومن نعمة الله على العبد أنه ينسى، فأنت عندما تتذكر كل المآسي التي جاءت في حياتك، يحصل لك انفجار في المخ، لكن من فضل الله أنك تنسى، تنام قليلاً ثم تقوم وقد هدأت وهذا النعاس جند من جنود الله، ونعمة من نعمه، والله يبعث عليك قليلاً من النوم حتى تستريح أعصابك وتفيق مرتاحاً.

أول ما تفتح عينيك من النوم تقول: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور، تحمد الله أنك كنت في نعمة النوم، فكن أنت دائم الصلة بالله.

كذلك المال سموه مالاً؛ لأنه مال بالناس عن الحق؛ ولذا يقول الشاعر: رأيت الناس قد مالوا إلى من عنده مال ومن لا عنده مال فعنه الناس قد مالوا رأيت الناس قد ذهبوا إلى من عنده ذهب ومن لا عنده ذهب فعنه الناس قد ذهبوا رأيت الناس منفضة إلى من عنده فضة ومن لا عنده فضة فعنه الناس منفضة إن قل مالي فلا خل يصاحبني وفي الزيادة كل الناس خلان كم من عدو لأجل المال صاحبني وكم صديق لفقد المال عاداني يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير).

فالعبرة بالخلق والصلاح لا بالمال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015