الخنزير نجس، بعضهم يقول: يا أستاذ! أنا عندي روماتيزم في مفاصلي قال لي الدكتور: ادهنها بدهن خنزير، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم سؤالاً كهذا أو قريباً منه، هل نتداوى بالخمر يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: (إنما الخمر داء وليس دواء، ما جعل الله شفاء أمتي فيما حرم عليها).
إذاً: البيرة حرام، وما دام أنها حرام فلا يستشفى بها، ولقد ثبت أن الذين يشربون البيرة أنها تريحهم مدة مؤقتة، ثم تنقلب فتترسب في الكلى فتتعب الكلى أكثر، فما جعل الله شفاء الأمة المحمدية فيما حرم الله عليهم أبداً.
إن الله من حبه ورحمته عندما يحرم شيئاً يكون ضاراً بالإنسان، وعندما يحلل شيئاً يكون نافعاً للإنسان، فهناك آلاف الأنواع من المطاعم والمشارب جعلها حلالاً واستثنى منها بعض ما يذهب العقل، ويسبب ضرراً صحياً للجسد، فهذا حرمه الله.
نحن لا نبحث عن العلة، ولكن نقول: آمنا بالله وسمعنا وأطعنا، فالصحابة لما قيل لهم: لا تأكلوا الخنزير، قالوا: سمعاً وطاعة، واليوم يقال لأحدنا: هذا فيه التيفود والدودة الشريطية، والفيروسات، والأميبيا وكلها تتعب البطن والأمعاء، وتصيب الإنسان بعدم الغيرة وغيرها، ونسي شيئاً اسمه: تعبد لله عز وجل.
واليوم يضحكون علينا، يقولون: الوضوء هذا نظافة، والصلاة رياضة، نقول: لا، الوضوء هذا عبادة، لأنه لو كان من أجل النظافة فوسائل النظافة أكبر من ذلك، والصلاة عبادة، وائتمار بأمر الله، وليست رياضة! هذا رجل فرنسي اكتشف في سنة خمس وثمانين شيئاً فقال: إن الذي عنده الغضروف يريد أن يعجل في شفائه فعليه أن يتعالج بعلاج طبيعي، فيقوم بحركات مثل حركات المسلمين في الصلاة وسيشفى، لكن أنت يجب أن تقول: سمعنا وأطعنا ونحن نصلي لأن الصلاة مفروضة، فإذا وجد فيها فوائد بدنية أو فوائد قلبية فهذا خير.
وسميت الصلاة بهذا الاسم لأنها صلة بين العبد وربه، وسيدنا علي فسر كلمة الأمانة بالصلاة: {إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [الأحزاب:72] فقال: الأمانة الصلاة.
بالنسبة للجمادات من النجاسات إذا مسها الإنسان ولم يعلق شيء منها بثوبه ولا ببدنه فلا شيء عليه، وإذا تحول هذا الجماد إلى مائع أو سائل فسيعلق في ثوبك.