أحمد الله رب العالمين، حمد عباده الشاكرين الذاكرين، حمداً يوافي نعم الله علينا، ويكافئ مزيده، وصلاةً وسلاماً على المبعوث رحمةً للعالمين، سيدنا محمد، اللهم صل وسلم وبارك عليه صلاةً وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين.
أما بعد: فهذه هي الحلقة الرابعة عشرة في سلسلة حديثنا عن السيرة العطرة على صاحبها أفضل الصلوات وأزكى التسليمات، من رب الأرض والسماوات، وهي الحلقة الخاصة بموضوع الصلاة كما وعدنا يوم الإثنين الماضي، حيث تعرضنا في سلسلة السيرة العطرة للرحلة العظيمة - رحلة الإسراء والمعراج - لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقلنا: إننا لن نتعرض لما جاء في الكتب من تفصيلات ربما لا ترقى إلى مستوى الصحة، ولكن توقفنا عند الأمر بالصلاة الذي يرينا مكانة الصلاة في الإسلام، ومكانة الصلاة للمسلم، ومنزلة الصلاة بالنسبة لأركان الدين، فهي عماد الدين، من أقامها أقام الدين، ومن هدمها فقد هدم الدين.
وفي بداية هذه الجلسة الطيبة ندعو الله عز وجل عسى أن تكون ساعة من ساعات الإجابة، اللهم اجعل هذه الجلسة خالصة لوجهك الكريم، اللهم ثقل بها موازيننا يوم القيامة، اللهم اجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوماً، وتفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً، ولا تجعل يا ربنا بيننا شقياً ولا محروماً.
اللهم تب على كل عاصٍ، واهد كل ضال، واشف كل مريض، وارحم كل ميت، وانصر كل مظلوم، واقصم ظهر كل ظالم، اللهم اغفر لنا وارحمنا، وعافنا واعف عنا، وسامحنا وتقبل منا، صلنا بك يا ربنا ولا تقطعنا عنك، اللهم صلنا بك ولا تقطعنا عنك، اللهم صلنا بك ولا تقطعنا عنك.
اللهم وكما رزقتنا الإسلام بدون أن نسألك اللهم فارزقنا الجنة ونحن نسألك، اللهم ارزقنا الجنة ونحن نسألك، وارزقنا الجنة بدون سابقة عذاب، اللهم زحزحنا عن النار وعما قرب إليها من قول أو عمل، وقربنا يا مولانا من الجنة، وما قرب إليها من قول أو عمل، إنك يا مولانا على ما تشاء قدير، وبالإجابة جدير، وصلى الله وسلم وبارك على البشير النذير، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
الحديث عن الصلاة حديث يستمد أهميته من مكانة الصلاة في الإسلام، وإذا أردت أن تدخل في الصلاة فلا بد لك من ثلاثة شروط، وتسمى شروط صحة، وهي: طهارة البدن، والثوب، والمكان.
مسألة طهارة البدن سهلة؛ لأن الطهارة أنواع أربعة: أولاً: طهارة البدن من الأنجاس.
ثانياً: طهارة الجوارح من المعاصي.
ثالثاً: طهارة القلوب من الآثام والتفكر فيها.
رابعاً: طهارة الباطن مما سوى الله عز وجل، وهي طهارة الأنبياء عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام.