لا تقوم إلا على شرار الناس.
وذكر صلى الله عليه وسلم من علامات الصغرى أن: (يصير العام كالشهر، والشهر كالجمعة، والجمعة كاليوم، واليوم كالساعة)، وهذا قد حصل.
وأخبر أنه: (يصدق الكذوب ويكذب الصادق، ويؤتمن الخائن ويخون الأمين).
وأن يربي الإنسان جرو كلب خير له من أن يربي له ولداً، فتجد الآن بعضهم يقول: لو ربيت كلباً كان ظهر ذلك فيه! وقال: (وأن تصير الأمانة مغنماً)، فإذا وضعت أمانة عند شخص أكلها على أنها غنيمة: (والزكاة مغرماً، والمال دولاً)، أي: يتداوله الأغنياء: (وأن يبر الرجل صديقه ويعق أباه، ويطيع زوجته ويعصي أمه، وتنتشر القينات والمعازف)، والقينات جمع قينة وهي الراقصة: (ويشرب الخمر وترتكب الفاحشة على قارعة الطريق) أو مقدمات الفاحشة.
وهذا كما تجد اليوم ولداً تافهاً يخرج من الإعدادي أو الثانوي واضعاً يده على كتف بنت.
يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم: (أمثلهم)، أي: الغيور جداً: (أمثلهم من يقول: لو نحيتها عن الطريق قليلاً) وأن: (ينحسر الفرات عن جبل من ذهب، أو كنز من ذهب، يتقاتل الناس عليه، فيموت من كل مائة تسعة وتسعون، لا يدري القاتل لم قتل ولا المقتول لم قتل).
وأن: (تعود أرض العرب مروجاً خضراء)، أي: الجزيرة العربية الصحراء القاحلة تعود مروجاً خضراء، وهذا دليل على أنها كانت قبل كذا مزروعة، وثبت في تاريخ الجيولوجيا أن الجزيرة والحجاز كانت كلها أرض زراعية.
وأن: (تلد الأمة ربتها، وأن تجد الحفاة العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان)، ولا نملك إلا أن نصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكأنه جالس بيننا يقص واقعنا الذي نحن فيه.
اللهم تب علينا، اللهم تب علينا، اللهم تب علينا، اللهم تب علينا يا رب العالمين!