لما بلغت فاطمة إحدى عشرة سنة دخلت في سن الزواج، فجاء أبو بكر ليحوز هذا الشرف، فجاء يخطب فاطمة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر! إن فاطمة صغيرة السن.
ولو كان غير أبي بكر لألح، ولكن أبا بكر لم يلح.
ولذلك عندما تأيمت حفصة بعد أن مات زوجها جاء سيدنا عمر إلى أبي بكر فقال له: يا أبا بكر! تأيمت حفصة، أتريد أن تتزوجها؟ وانظر إلى الرجل الصالح كيف يخطب لابنته، ولكن سيدنا أبا بكر سكت فلم يتكلم، فعتب عليه عمر في نفسه، ثم جاء عثمان وقال له: يا عثمان! تأيمت حفصة، ألا تتزوجها؟! فقال: لا أتزوج اليوم.
فحزن عمر، فاشتكى إلى الرسول من أجل ألا يبقى في قلبه شيء من جهة أبي بكر وعثمان، فقال: يا رسول الله! تأيمت حفصة فعرضتها على أبي بكر فسكت، وعرضتها على عثمان فقال: لا أتزوج.
فقال له: (يتزوج حفصة من هو خير من أبي بكر وخير من عثمان)، ثم عرض عليه أن يتزوج حفصة.
فلقي أبو بكر عمر في صلاة الفجر فقال له: أراك وجدت علي يا عمر، فقال له: نعم.
قال: لقد سمعت الرسول يذكرها، فرفضت أن أفشي سر رسول الله.
ثم جاء عمر أيضاً ليخطب فاطمة، فقال له: إنها صغيرة السن، فجاء سيدنا علي فجلس أمام الرسول خجلاً، فعندما رآه النبي صلى الله عليه وسلم كذلك عرض عليه أن يزوجه بها، وهو الذي رباه، وكان دائماً يضع يده على رأسه ويقول: (اللهم إني أحب علياً فأحبه وأحب من يحبه)، وكلنا نحب سيدنا علياً ونحب الصحابة، فاللهم ارزقنا حبهم يا رب، وارزقنا صحبتهم في الجنة يا أكرم الأكرمين.