فالسيدة أم كلثوم ماتت عند سيدنا عثمان، وصلى عليها أبوها صلى الله عليه وسلم، ولم يبق لسيدنا الحبيب إلا السيدة فاطمة صغرى بنات النبي وأشبه الناس برسول الله خلقاً وخلقاً، وقد خرجت بعد موت أبيها بشهرين لتسأل أبا بكر الميراث، فكانت مشيتها مشية رسول الله ومنطقها منطقه، فطريقة كلامها هي طريقة كلام أبيها صلى الله عليه وسلم.
وحين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سكرات الموت أشار إليها فاقتربت، فسارها في أذنها فبكت، ثم سارها في أذنها فابتسمت، فبعدما انتقل إلى الرفيق الأعلى، سألتها عائشة عن ذلك فقالت: قال لي في أول مرة: إني لاحق بالرفيق الأعلى؛ لأن ملك الموت لا يستأذن على أحد، وإنما استأذن على حبيب الله، فقال: (يا ملك الموت! انتظر حتى ألقى أخي جبريل) فنزل جبريل عليه الصلاة والسلام وقال: يا رسول الله! هذه آخر مرة أنزل فيها إلى الأرض، السلام يقرئك السلام ويبشرك خيراً بمكانتك من الله، فقال: (يا جبريل من لأمتي من بعدي؟ فقال الله: يا جبريل! نبئ حبيبي محمداً أننا لن نسوءه في أمته أبداً وسوف نرضيه.
فقال: لا أرضى وأحد من أمتي يعذب في النار، فقال: يا جبريل! نبئ محمداً أن كل من قال: لا إله إلا الله محمد رسول الله لن يخلد في النار أبداً).
قالت السيدة فاطمة: وابتسمت عندما قال لي: وأنت أول أهلي لحوقاً بي.
فبعد ستة أشهر تماماً لحقت السيدة فاطمة بأبيها صلى الله عليه وسلم.