ونوَيْتُ مُكاشَفَةَ أبي زيدٍ بالهَجْرِ. ومُصارَمَتَهُ يدَ الدّهْرِ. فجعَلْتُ أتنَكّبُ عن ذَراهُ. وأتجنّبُ أنْ أراهُ. الى أن غشيَني في طَريقٍ ضيّقٍ. فحيّاني تحيّةَ شَيّقٍ. فما زِدْتُ على أن عبسْتُ. وما نبَسْتُ. فقال: ما بالُكَ سمَخْتَ بأنفِكَ. على إلْفِكَ؟ فقُلْتُ: أنَسيتَ أنّكَ احتلْتَ وختَلْتَ. وفعَلْتَ فَعْلَتَكَ التي فعَلْتَ؟ فأضْرَطَ بي مُتَهازِياً. ثمّ أنشَدَ مُتَلافِياً:
يا مَنْ بَدا منهُ صُدو ... دٌ موحِشٌ وتجهُّمُ
وغَدا يَريشُ مَلاوِماً ... منْ دونِهِنّ الأسْهُمُ
ويقولُ هلْ حُرٌّ يُبا ... عُ كما يُباعُ الأدْهَمُ
أقْصِرْ فما أنا فيهِ بِدْ ... عاً مثلَما تتوَهّمُ