تبرّكَ بهِ موْلاهُ. والتَحَفَ عليْهِ هواهُ. وإني لأوثِرُ تحْبيبَ هذا الغُلامِ إليْكَ. بأنْ أخَفِّفَ ثمنَهُ عليْكَ. فزِنْ مائَتَيْ دِرْهَمٍ إن شِيتَ. واشْكرْ لي ما حَييتَ! فنقَدْتُهُ المبلغَ في الحالِ. كما يُنقَدُ في الرّخيصِ الحَلالُ. ولمْ يخطُرْ لي ببالٍ. أنّ كُلّ مُرخَصٍ غالٍ. فلمّا تحقّقَتِ الصّفْقَةُ. وحَقّتِ الفُرقَةُ. همَلَتْ عيْنا الغُلامِ. ولا هُمولَ دمْعِ الغَمامِ. ثمّ أقبلَ على صاحِبِه وقال:
لَحاكَ اللهُ هلْ مِثلي يُباعُ ... لكَيْما تشبَعَ الكَرِشُ الجِياعُ
وهلْ في شِرْعَةِ الإنْصافِ أني ... أكلَّفُ خُطّةً لا تُستَطاعُ
وأنْ أُبْلى برَوْعٍ بعدَ روعٍ ... ومثلي حينَ يُبْلى لا يُراعُ
أمَا جرّبْتَني فخَبَرْتَ مني ... نصائِحَ لمْ يُمازِجْها خِداعُ
وكمْ أرْصَدْتَني شرَكاً لصَيْدٍ ... فعُدْتُ وفي حَبائِليَ السّباعُ
ونُطْتَ بيَ المصاعِبَ فاسْتَقادَتْ ... مُطاوِعَةً وكانَ بها امتِناعُ