وما حوَتْ معرِفَتي ... منَ العُلومِ الُّخَبِ
لما اعتَرَتْكُمْ شُبهَةٌ ... في أنّ دائي أدَبي
فلَيْتَ أنّي لمْ أكُنْ ... أُرضِعْتُ ثَدْيَ الأدَبِ
فقد دَهاني شُؤمُه ... وعَقّني فيهِ أبي
فقُلْنا له: أمّا أنتَ فقدْ صرّحَتْ أبياتُكَ بفاقَتِك. وعطَبِ ناقَتِكَ. وسنُمْطيكَ ما يوصّلُكَ الى بلدِكَ. فما مأرَبَةُ ولَدِكَ؟ فقال له: قُمْ يا بني كما قام أبوكَ. وفُهْ بما في نفسِك لا فُضّ فوكَ. فنهضَ نُهوضَ البطَلِ للبِرازِ. وأصْلَتَ لِساناً كالعضْبِ الجُرازِ. وأنشأ يقول:
يا سادَةً في المَعالي ... لهُمْ مبانٍ مَشيدَهْ
ومَنْ إذا نابَ خطْبٌ ... قاموا بدَفْعِ المكيدَهْ