وهذا له عدد من الأنواع أحياناً يُدخل عبر مجرى البول - أعزكم الله- منظار مثل ما مر معنا في منظار المعدة والشرج والمنظار المهبلي وأحياناً تُدخل بعض المحاليل لغسيل المثانة وأحياناً تُدخل بعض الأدوية وأحياناً تُدخل بعض المواد التي تصاحب عملية التشخيص بالأشعة ليتضح التصوير بإضافة هذه المواد فيضخ عبر مسالك البول هذه المواد حتى تتضح في أجهزة التصوير، فهذه الأمور التي تدخل عبر مجاري البول سواءً كانت للرجل أو للنساء محل خلاف بين أهل العلم قديماً، فأهل العلم ذكروا بعض التصورات كما لو أن الإنسان أدخل في إحليله ماءً أو دهناً أو نحو ذلك هل يفطر بذلك؟ وقد أختلف العلماء قديماً في هذه المسألة بناء على اختلافهم هل مجرى البول ينفذ إلى الجوف الذي اتفقنا عليه وهو المعدة أو لا؟ فمن رأى أن مجرى البول ينفذ إلى الجوف قال إنه يحصل الفطر به. ومن رأى أن هذا لا ينفذ إلى الجوف قال إنه لا يحصل الفطر به وعلم التشريح الحديث والطب الحديث يثبت أن مسالك البول ليست منفذً إلى المعدة ولا إلى الأمعاء الغليظة أو الدقيقة أو مراكز الامتصاص أو الجهاز الهضمي كما مر معنا. فهي لا تتصل بذلك مطلقاً فالقول الراجح أن هذه التي تدخل من مجاري البول أنها لا تعد مفطرةً. وهذا هو الذي أفتى به أعضاء مجمع الفقه الإسلامي في دورته العاشرة.
النازلة العشرون: التبرع بالدم.
وهذه لا شك أنها من النوازل التي تعم بها البلوى فإن الإنسان ربما يعرض لقريبه أو لأحد من المسلمين حاجة واضطرار إلى الدم في نهار رمضان فهل التبرع بالدم يفطر أو لا يفطر؟