فيتضح بذلك أنّ المحاذاة في اللغة تعني الإزاء والمماثلة والمساواة.

والمحاذاة اصطلاحاً: هي أن تكون مسافة المحاذي والمحاذي به من الحرم سواء كما ذكره ابن الأثير (?) ويفهم من كلام شيخ الإسلام أن المحاذاة هي أن يكون بعد المحاذي والمحاذي في البيت واحداً (?).

وقال ابن حجر في قوله صلى الله عليه وسلم: (انظروا حذوها) أي اعتبروا ما يقابل الميقات من الأرض التي تسلكونها. (?) ولم أقف على مخالف من أهل العلم المتقدمين في تفسير المحاذاة (?).

ثانيا: الخلاف في اعتبار مدينة جدة ميقاتاً مكانياً:

اختلف أهل العلم المعاصرين (?) في هذه المسألة على أربعة أقوال:

القول الأول: إن مدينة جدة ميقات مكاني مطلقاً فيجوز للقادم من جميع الجهات أن يحرم من جدة سواء كان قدومه براً أو بحراً أو جوّاً. وممن قال بهذا القول الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود رئيس محاكم قطر (?) والشيخ عدنان عرعور (?).

القول الثاني: إن جدة ميقات القادمين بالطائرة جوّاً وبالسفينة بحراً.

وممن قال به الشيخ محمد الطاهر بن عاشور، والدكتور محمد الحبيب بن الخوجه والشيخ عبد الله كنون من المغرب، والشيخ عبد الله الأنصاري من قطر، ولجنة الفتوى بالأزهر الشريف في تصحيحها لفتوى جعفر بن أبي اللبني الحنفي بجواز تأخير إحرام الأفاقي إلى جدة وغيرهم (?).

القول الثالث: إنّ جدة ليست ميقاتاً إلا للقادم من غربها مباشرة وهم أهل السواكن في جنوب مصر وشمال السودان، وممن قال به الشيخ عبد الله بن حميد رئيس المجلس الأعلى للقضاء في السعودية سابقاً، والشيخ عبد العزيز بن باز مفتي عام السعودية سابقاً (?)، والشيخ صالح بن محمد اللحيدان رئيس المجلس الأعلى للقضاء حالياً (?). والشيخ أبو بكر محمود جوفي عضو المجمع الفقهي (?)، والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين عضو الإفتاء سابقاً في السعودية (?) وغيرهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015