ظاهرة الأغنية الدينية

أحمد عبد العزيز القايدي

أعلن أمس -الثلاثاء 24/ 5/1430هـ - عن وفاة محمد علاء محمد حسني مبارك حفيد الرئيس المصري وخلال دقائق فقط من هذا الإعلان تحولت أكثر القنوات فسقاً ومجوناً وتعريا في عالمنا العربي -القنوات الغنائية ومنها المملوك لنصارى -إلى قنوات إسلامية وراحت تنوع بثها بين القرآن وكليبات الغناء الديني، وهذا النوع من الغناء أصبح أكثر من ظاهرة بل غدا سبيلاَ ناجعا لمن يريد تسوق الفسق والعهر أو أسبابه ووسائله على أقل تقدير تحت شعار الإسلام وهو شعار يمكن من خلاله تمرير كثير من الأفكار والقيم في مجتمعات متدينة، انتشرت هذه الظاهرة في السنوات الأخيرة وفي الأيام السابقة أطلق داعية سعودية قناة تعنى بهذا الشأن عرف هذا النوع من الغناء باسم (الغناء الديني) ولعلنا في هذه المقالة نبرز شيئاً من سماته وآثاره.

ما الأغنية الدينية؟

يمكن وصفها بأنها كلمات ذات طابع ديني أخلاقي اجتماعي لا يوجد فيها ابتذال أو فحش يقوم بأدائها مغنٍّ أو مغنية (امرأة) يستخدم فيها آلات العزف، فالمؤدي إذاً هو مغنٍّ من عامة المغنين له أغاني عشق وغرام وغزل، ولكنه غنَّى كلمات تحث على التوبة أو بر الوالدين، فأصبح غناؤه (دينياً)، ومن المعاني التي تدور حولها الكلمات: بر الوالدين، التوبة، المولد النبوي، مدح النبي -صلى الله عليه وسلم -والذب عنه، سرد الأسماء الحسنى، الحج، القضية الفلسطينية، رفقة الصالحين، التسامح مع الكفار، التكافل الاجتماعي، رمضان، أدعية، وغير ذلك.

تاريخ الأغنية الدينية:

كانت أم كلثوم من أوائل من ابتدع الغناء الديني، فكانت أغنية «نوّرت يا رمضان»، ثم تبعها على هذا النسق كثير من المغنيين في عصرها، واشتهرت هذه الظاهرة في ذلك الوقت، ومع مرور الزمن خبا بريق هذه الظاهرة. ويُعدّ سامي يوسف (?) من أوائل المعاصرين الذين أعادوا بريق مثل هذا النمط من الغناء بأغنيته الشهيرة (المعلم) التي بيع منها أكثر من مليون نسخة، ثم تبعه بعد ذلك مجموعة من المغنيين الرومانسيين الذين يخالفهم سامي يوسف في طريقته. وكثرت الألبومات المطروحة في الأسواق وبعضها لمغنيات مشهورات بالجرأة على التعري، ويوجد أيضاً فرقة (راب) (?) أمريكية راقصة متخصصة في الغناء الديني وتقيم الحفلات الغنائية في كثير من بلدان العالم، وتطلق على نفسها (جنود الله) ويبدو أن الاسم لم يثرْ اهتمام الأجهزة الأمنية الأمريكية؛ فلم تمنع الفرقة من العمل داخل الولايات المتحدة.

المخالفات الشرعية:

يحوي ذاك الغناء مخالفات شنيعة، منها:

- الشرك بنوعيه الأكبر والأصغر:

فهذه كلمات إحدى هذه الأغاني تقول: مدَد مدَد مدَد مدَد مدَد مدَد مدَد يا رسول الله والحلف بغير الله موجود أيضاً؛ كالحلف بالنبي -صلى الله عليه وسلم -والحلف بسور القرآن: أقسمت بالإسراء وبراءة العذراء الدم كل سواء حرام بأمر الله

- الدعوة إلى البدع:

كالاحتفال بالمولد، وفي إحدى هذه الأغاني دعا المغني الجمهور إلى الذهاب إلى المولد، ويبدو أنه نسي نفسه فأتى بواقع المراقص معه وحث على الرقص، وربما لم يجد فرقاً بين الواقعين! وفي كليب آخر تُعرض رقصات الطريقة المولوية الصوفية الشهيرة.

- تمييع عقيدة البراء من الكفار:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015